IMLebanon

الرايات السود على الحدود: «داعش» يراهن على التحاق التلّي

انتقلت «جبهة النصرة» من الدفاع إلى مرحلة الهجوم. فقد حمل أميرها الشرعي العام سامي العريدي على أتباع «الدولة الإسلامية»، واصفاً التلكؤ عن قتالهم بأنّه تهاون في دماء أهل السنّة، فيما لا يزال «أمير النصرة» في القلمون يسير على هدي سياسة النأي بالنفس. فهل يقع المحظور ويلتحق بالبغدادي؟

لم يُبدّل أمير «جبهة النصرة» أبو مالك التلّي سياسته تجاه تنظيم «الدولة الإسلامية». وبرغم سياسة الجبهة العامة، التي تعادي جنود أبو بكر البغدادي بوصفهم غلاة وخوارج، لا يزال «أمير الجرود» حريصاً على الحفاظ على «شعرة معاوية» في علاقته مع توأمه المتشدد. وبرغم جهر شرعيي «الدولة» بكُفر أتباع «النصرة»، والتصريح الناري الأوّل للأمير الشرعي العام المعيّن حديثاً لفرع تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الشام» الشيخ سامي العريدي الملقب بـ «أبو معاذ»، الذي حرّض فيه على قتال «جنود الدولة، الذين ثبت بالدليل القاطع أنهم خوارج»، لا يزال ابن بلدة التل السورية ينأى بنفسه.

فهل تتحقق التوقّعات بأن يلجأ في نهاية المطاف إلى مبايعة البغدادي، فيكون من أولئك الذين تحدّث عنهم الناطق باسم «الدولة» بقوله: «سيأتي الله بالصادقين ولو بعد حين»، بحسب حُسن ظن ما يتداوله مقرّبون من «الدولة».

من يرقب نشاط تنظيم «الدولة» على الحدود اللبنانية ــــ السورية لجهة إعادة ترتيب الصفّ الداخلي، يُخيّل إليه أنّ أصحاب الرايات السود بقيادة البغدادي سيتمدّدون إلى لبنان لا محالة. وتعزز هذه الفرضية اللافتة التي رُفعت وكُتب عليها تحت شعار «الدولة الإسلامية»: «سنضرب بالمفخخات الروافض من ديالى إلى بيروت». وقد تداولتها مواقع إلكترونية تنشط في منطقة القلمون، ولا سيما الحساب الذي ينشر أخبار التنظيم على نحو رسمي منطلقاً من جرود المنطقة. فضلا عن المعلومات التي تتداولها تقارير أمنية عن استعدادات هذا التنظيم لمهاجمة قرى البقاع الأوسط، لكون بيئة هذه القرى حاضنة بمجملها وتضم آلاف النازحين السوريين، علماً أن قيادة التنظيم تتطلّع إلى هذا التوسّع كمسلّمة واقعة لا محالة، لدرجة أن أحد قادة «الدولة» في القلمون مازح أحد المفاوضين في ملف العسكريين قائلاً: «لسنا مستعجلين على مبادلة الأسرى ببعض سجناء رومية، لأننا في كل الأحوال خلال أشهر سندخل لنحررهم جميعاً».

في موازاة ذلك، تداولت مواقع تدور في فلك «القاعدة» تسجيلاً صوتياً للمسؤول الشرعي العام لـ «جبهة النصرة» الشيخ سامي العريدي الملقب بـ «أبو معاذ»، الذي عُيّن حديثاً بعد عزل أبو ماريا القحطاني، الذي لا يزال في صفوف «النصرة» على عكس ما تردد. وقد شنّ العريدي هجوماً شرساً ضد «الدولة»، محرّضاً على قتالهم لأنهم خوارج. ورأى العريدي أن «السيف الذي أمرنا الله باستخدامه هو أنواع، منه السيف الذي يُصلت على الخوارج»، مشيراً في معرض حديثه عن «الدولة» إلى أنّ «هذه الفئة ثبت بالدليل القاطع أنهم خوارج… وثبت هذا بما لا شك فيه». واستند إلى وصفهم «جبهة النصرة كاملة بأنهم طواغيت»، مسمياً «أبو حمزة الشرعي وآخرين بأن لديهم غلوا وتكفيرا.. وهؤلاء قتالهم قتال مشروع بالعودة إلى النبي، الذي قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.. طوبى لمن قتلهم أو قتلوه». وفصّل دعوته إلى قتالهم بالقول: «امتنعوا عن تطبيق الشريعة واعتقلوا المرأة واجتمعت فيهم جميع أوصاف القتال»، وختم : «الآن لا مجال للتورع في قتالهم، لأن من يتورع في قتالهم يتهاون في دماء أهل السنة… لأنكم رأيتم ما حصل في الشعيطات والشرقية». وأضاف: «لا نُريد أن يفسدوا علينا جهاد الدرعا وجهاد أهل الشام. يجب أن نستأصلهم ونستخدم معهم العلاج النبوي»، قاصداً قتلهم. وقد سبق هذا التسجيل الصوتي تغريدة للبريدي جاء فيها: «علّمني الجهاد أن التساهل في التعامل مع الغلاة والخوارج، هو تهاون في دماء أهل السنة والمجاهدين، فهم لم يدخلوا ساحة جهاد إلا سفكوا دماء المجاهدين فيها».

من جهة أخرى، نشر حساب «أبو مصعب حفيد البغدادي» على تويتر، الذي سبق أن نشر صور إعدام تنظيم «الدولة» في القلمون لجنديين لبنانيين، تغريدات تحت عنوان : «اتّعظوا من تجربة القصير»، تحدث فيها عن «محاصرة الجيش اللبناني المجاهدين في جرود القلمون ومنع إدخال الطعام والحاجات»، مستعيدا معركة القصير ليقول بأن الجيش يحاصر المسلّحين استعداداً لمعركة ستُشنّ عليهم. وقد توجه البغدادي في تغريداته إلى أهل طرابلس صيدا والبقاع.