IMLebanon

(أوعا خيك… اللبناني)  الشيعة  أشقاء  شركاء  لا أعداء

 

اشعر بالخوف الشديد من مظاهر الخفة المستشرية في العالم والاستهتار بالقيم الناظمة للعلاقات بين الشعوب والدول والديانات والثقافات والأفراد بعد التطورات الأوروبية والاصطفافات المجتمعية الحادة وموجات العنف التي تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم، هذا بالإضافة الى تحولات الانتخابات الأميركية وحالة الانقسام الحادة داخل المجتمع الأميركي وظهور اتجاهات سياسية جديدة تتجاوز الانتظام التاريخي بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي والتي قد تحدث موجة جديدة من اليمين واليسار تنطلق من أميركا لتشمل العالم.

 

اشعر بالخوف الشديد من عملية استسهال تبسيط النزاعات المعقدة التي قوضت استقرار المنطقة على مدى عقود وذهب ضحيتها ملايين القتلى والمشردين واستنزفت كل أسباب التقدم والازدهار وساهمت في تثبيت نُظم الاستبداد التي قمعت الحريات الخاصة والعامة ودجنت كل تجليات الإبداع الفكري والثقافي والإعلامي والفني وأصبحنا مجتمعات نزاع بدائية متكيفة تشعر بالسكينة والأمان في ملاجئ المذاهب والطوائف وأروقة المخابرات الخارجية الراعية لسلطات الاستبداد المحلية وحرمنا من نعيم المواطنة في الدولة الوطنية المدنية.

 

اشعر بالخوف الشديد من حالات الادعاء والارتجال الشائعة في مجتمعاتنا المضطربة والمقطعة الأوصال والتي لا تعرف كيف تميز بين حسن امتلاك أدوات التكنولوجيا الحديثة وسوء استخدامها عبر بث مشاعر الكراهية والأحقاد تجاه الشركاء من أبناء الوطن الواحد وتحويل وسائل التواصل الاجتماعي الى منصات للتكاره الاجتماعي رغم الأثمان الكبيرة التي تكبدناها نتيجة ثقافة الأحقاد الطائفية والمذهبية البغضاء والتي كنا قد توهمنا باننا قد تعلمنا من دروسها القاسية والتي بلغت كلفتها مئات الآلاف القتلى وتدمير كل لبنان.

 

اشعر بالخوف الشديد من الموت الإعلامي الوطني بسبب انعدام موارده الاقتصادية الطبيعية واعتماده على الموارد الخارجية التي تستخدم لبنان كساحة للنزاعات البديلة وتصفية الحسابات والتي يدفع ثمنها أجيال لبنانية صاعدة لا تجد في وسائل الإعلام ما يحاكي هواجسها وطموحاتها وأحلامها في العيش بسلام في لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه وفي دولة العدالة والمساواة والفاعلة في تثبيت الاستقرار والازدهار بعيدا عن ثقافة العنف والارتهان والكراهية بين الأخ وأخاه في لبنان.

 

اشعر بالخوف الشديد من مؤشرات غرائز القهر والعبودية والاستتباع والود المشروط بالخصوصيات الذاتية وشيوع شعار (أوعا خيك) داخل كل الطوائف والمذاهب والجماعات خارج كل معايير القيم الوطنية الجامعة والقائمة على الود والاحترام بين كافة أنماط العلاقات الاجتماعية والشخصية والمهنية والسياسية الضرورية لتكوين إرادة وطنية جامعة لا تجعل من الأخ الآخر عدوك أو جارك المؤقت بأحسن الأحوال.

 

اشعر بالخوف الشديد بعد متابعة ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية عن الاحتمالات الحربية في المنطقة وبعد قراءة ما وزعته السفارة الكندية على مواطنيها والتحذير الأمني من عشرات المناطق اللبنانية وأحياء من بيروت الغربية والضاحية الجنوبية وصيدا وجنوب الليطاني وطرابلس والمنية الضنية ومحافظة عكار والبقاع، وحذرت الاقتراب من مدينتي الحبيبة بعلبك و بلداتها وقراها من جنوبها وشرقها وشمالها وغربها واشعر بالخوف الشديد بعد ما اسمعه بالهمس والعلن وما يروج له من تهديدات وتوقعات وادعاءات ورهانات حمقاء حول احتمالات الحرب على لبنان.

 

إنها لحظة شديدة الهول والخطورة داخليا وخارجيا وتحتم علينا الوضوح والتمييز بين الإخوة والأعداء وجعل الشعار الوطني الآن (أوعا خيك اللبناني ) الماروني والأرثوذكسي و(أوعا خيك) من كل الطوائف المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية والأرمنية والكلدان والسريان والآشوريين والأقباط و(أوعا خيك اللبناني) من المسلمين السنة والشيعة والدروز والعلويين و(أوعا خيك اللبناني) من كل الحركات والتيارات والأحزاب السياسية والهيئات المدنية وأوعا خيك واللبنانيين الشيعة أشقاء شركاء لا أعداء.