IMLebanon

وزير مسيحي: هولاند تعاطى بخفة مع القيادات المارونية

بقيت زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان محط تقويم واستنتاجات لدى كثير من القوى السياسية في 8 و14 آذار لما حملته من تداعيات وقراءات لم تكن معظم هذه القوى تتوقعها او على الاقل كانت تترقب ان تحمل الزيارة نتائج ايجابية على الواقع اللبناني على عكس ما اراده الرئيس الفرنسي.

واذا كانت مصادر سياسية وسطية تعتبر ان هناك اكثر من ايجابية للزيارة ليس اقلها تأكيد الغطاء الدولي والغربي على لبنان واستقراره، الا ان وزيراً مسيحياً من قوى 14 آذار يقول ان هولاند جاء ليزور مخيم النازحين السوريين في الدلهمية وفي طريقه عرّج على بيروت ما يفسر الاستياء المسيحي عموماً والماروني خصوصاً من استهدافات الزيارة والخفة التي تعاطى بها هولاند مع القيادات المارونية بدءاً من البطريركية المارونية.

بغض النظر عن ذلك، فان مصدراً سياسياً بارزاً في 8 آذار وصف اهداف الزيارة بالآتي:

اولاً: ان هولاند اتى الى لبنان من دون اي مبادرة سياسية او امنية للمساعدة في معالجة ازمات لبنان، فعلى المستوى السياسي لم تحمل الزيارة اي شيء بما خص الاستحقاق الرئاسي حتى انه لم يتطرق او يقترح استعداد بلاده لاستضافة اي حوار بين القيادات اللبنانية حول ملف الرئاسة وعلى المستوى الامني فلم يأت الرئيس الفرنسي باي شيء عملي يحصن لبنان وقواه الامنية من تحصين مواجهاتها للارهاب، الذي وصل الى الدول الغربية.

ثانياً: ان ما اراده الرئيس الفرنسي من الزيارة هو الدعوة لتثبيت اقامة النازحين السوريين في لبنان والحد من الهجرة باتجاه الدول الغربية، لا بل تشجيعهم على عدم العودة الى سوريا، وهذه الاهداف كانت اصلاً وراء زيارات كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمفوضية للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي. ويقول المصدر ان هولاند بدل ان يضع نفوذ بلاده في سبيل دفع الحل السياسي في سوريا بما يمهد لاعادة النازحين الى بلادهم، ذهب الى النفخ في نار الحرب السورية وبالتالي تثبيت النازحين في لبنان على قاعدة «فدرلة» الازمة السورية.

ثالثاً: ان الهدف الآخر لزيارة هولاند هو هدف شخصي ينطلق من رغبته في اعادة الترشح للرئاسة الفرنسية، وبالتالي محاولة تحسين صورته امام الرأي العام الفرنسي بعد انخفاض شعبيته الى 15 بالمئة، وهذه النسبة المتدنية لم يبلغها اي رئيس فرنسي كما هي الحال مع الرئيس الحالي.

رابعاً: محاولة ايهام الرأي العام الفرنسي خصوصاً والدولي عموماً ان فرنسا هي دولة صانعة للسياسات الاقليمية والدولية بعكس واقع الحال حيث تحولت فرنسا الى دولة عاجزة وتابعة للسياسات الاميركية.

خامساً: الايهام بنجاح سياساته وخياراته تجاه سوريا ومساهمته في دعم الارهاب واشعال الحرب هناك، مع العلم ان تواطؤ باريس مع الولايات المتحدة وتركيا والسعودية هو الذي اوصل الامور الى ما وصلت اليه في سوريا وبما في ذلك نزوح ملايين السوريين باتجاه دول الجوار وبالاخص لبنان.

ولهذا يقول المصدر ان الزيارة الرئاسية الفرنسية للبنان انتهت الى الخيبة بالنسبة لباريس وللذين كانوا يراهنون على هذه الزيارة وهذه الخيبة تمثلت بالامور الآتية:

– الامر الاول، انها شكلت فشلاً ذريعاً على مستوى الاستحقاق الرئاسي ولا مستوى دعم لبنان بما في ذلك دعم الجيش وقواه الامنية، بحيث ثبت من خلال ما طرحه هولاند على المسؤولين اللبنانيين بخصوص الملف الرئاسي ان الرئيس الفرنسي لم يفشل فقط في التأثير على السياسة الايرانية لدفعها للتدخل في هذا الملف، بل انه لم يتمكن من التأثير على موقف حليفته السعودية بهذا الخصوص، وتحديداً بما يتعلق برفع الفيتو عن العماد ميشال عون.

– الامر الثاني، ان الزيارة بدل ان تقرب بين باريس والقيادات اللبنانية خلفت استياءً كبيراً لدى معظم هذه القيادات، خاصة القيادات المسيحية والمارونية بدءاً من البطريركية المارونية، لاعتبارات عديدة اولها عدم زيارته الصرح البطريركي، وثانيها عدم الدفع لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم، في وقت تبدي اكثرية القيادات وخاصة المسيحية تخوفها من حصول توطين للنازحين، او على الاقل اطالة النزوح، بما لا يستطيع لبنان تحمله.

ويقول الوزير المسيحي من 14 آذار ان هولاند لا يبدو انه على معرفة بدور البطريرك الماروني ليس كمرجعية مسيحية وحسب بل كمرجعية وطنية، ما ادى الى غضب ماروني عام لعدم زيارة بكركي.

في كل الاحوال، يرى الوزير المذكور ان الزيارة هي زيارة احتفالية – دعائية اكثر منها زيارة دعم للبنان.