IMLebanon

مجالس ملّية

 

سمعتُ قبل أيام، من يقول في حوار تلفزيوني، وبكل وضوح أن المجلس الدستوري الحالي يتألف من خمسة مسيحيين محسوبين على السيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأن السنيَّيْن محسوبان على تيار “المستقبل” والعضوين الشيعيين من حصة الرئيس بري والعضو الدرزي، بطبيعة الحال، ليس بعيداً عن زعيم المختارة وليد بك.

 

خمسة من أعضاء المجلس الدستوري ينتخبهم مجلس النواب وخمسة تعيّنهم الحكومة. وفي مرسوم مطعون بقانونيته صدر في 19 تشرين الأول 2021 تم تعيين عضوين في المجلس الدستوري بعد شغور طال هذه المواقع بسبب فترة تصريف الأعمال الطويلة التي شهدها لبنان. تُرى، ألم يجد المشرّع طريقة أسوأ من هذه لمنع التدخل السياسي المباشر بعمل هذا المجلس وتعزيز استقلاليته؟

 

في تشرين الثاني من العام 2002 أبطل المجلس الدستوري نيابة غبريال المرّ، وقد أسرّ النائب ميشال المر لأحد الصحافيين قبل أسابيع من صدور الإبطال و”تنويب” غسان مخيبر: “الطعن صار بجيبة الجاكيت”.

 

بمعزل عن قرارات وأحكام المجلس الدستوري، المتماهية أحياناً مع رغبات وإملاءات، يبدو لي أنه واحد من المجالس المليّة في البلد، مثل هيئة قطاع البترول، المنتهية ولايتها في العام 2018. تتألف الهيئة من ستة أعضاء ولا حاجة للإستنتاج أنهم يمثّلون الطوائف الست الرئيسة، مثل مجلس إدارة التلفزيون الذي لا يقلّع إن لم يكن رئيس مجلس إدارته من الروم الكاثوليك. أرمني أرثوذكسي لا ينفع.

 

أغلب مجالس إدارات الدولة يُراعى فيها التمثيل الطائفي حتى لتبدو أقرب ما تكون إلى مجالس ملّية حتى مجلس إدارة كازينو لبنان يحترم التعدد الطائفي حتى لو كان طابشاً قليلاً لمصلحة أشقائنا موارنة التيار العوني.

 

وكم سيكون المشهد طريفاً، لو حصر المجلس الدستوري اقتراع المغتربين للائحة من 6 أعضاء يمثّلون الطوائف الست، كما جاء في أساس مشروع الإنتخاب الهجين، وهي الدائرة الوحيدة التي تجمع مرشحين من الطوائف الست. نعمة. سيكون على وزير الداخلية القاضي بسام المولوي عقد قمة روحية لاستمزاج رأي رؤساء الطوائف في طائفة النائب الممثل للقارة، وأفترض أن يرفض أحمد قبلان ما يقبل به البطريرك الراعي. فإن طالب البطريرك بنائب ماروني لأميركا سيطالب قبلان بـ”ولاية أميركا ” للنائب الشيعي ويتخلى عن دائرة أفريقيا للموارنة أو للروم.

 

الحل المعقول، أن يجتمع مجلس الوزراء ويعيّن نواب الإغتراب مثلما يعين مجلس إدارة حصر التبغ والتنباك أو مجلس إدارة إيدال الذي يتألف من 6 أعضاء: ثلاثة من النصارى وثلاثة من المحمديين.