IMLebanon

دافيد عيسى لـ«الديار» ساترشح للانتخابات النيابية

ليس غريباً على من اقترن اسمه بمحطات هامة على المستوى السياسي والوطني بدءاً من نضاله في الجامعات والساحات حيث برز اسمه كأحد قياديي الحركة الطلابية في لبنان في مرحلة الثمانينات وصولاً الى الأشرفية التي عاش مع اهلها وفي شوارعها في الأيام الحلوة والمرة وأحب اهلها وأحبوه، مروراً بطائفة الروم الملكيين الكاثوليك والتي يُعتبر من ابرز رموزها وشخصياتها، ان يصبح احد اعضاء البرلمان اللبناني، وهو العالم بشؤون وشجون ابناء الدائرة الأولى من بيروت المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والانمائية.

انه السياسي دافيد عيسى الذي يتميز بالواقعية السياسية والمنطق والصدق والشجاعة وعلى قول كلمة الحق ولو في حضرة سلطان جائر، وهذا ما يؤهله ليكون خير ممثل لاهل منطقته التي يتلمّس معاناتها ويعمل على تحقيق القدر الممكن من آمال ابنائها بعيدا عن الوعود والبرامج الإنتخابية التي تبقى حبرا على ورق.

دافيد عيسى رجل افعال لا اقوال، لا يعد الناس بل يعمل من دون وعود ومواعيد، فهو يعتبر ان العاصمة مازالت نائمة على الامجاد الغابرة حيث توقفت عجلة الانماء فيها منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وهو امر يشعره بالأسى لاسيما وان المشاريع باتت متلازمة مع التوافق السياسي والإستقرار الأمني.

مواضيع مختلفة طرحتها « الديار» على السياسي دافيد عيسى وهذه ابرزها :

حاورته: كلادس صعب

اولاً كان لا بد من التوقف عند رأي عيسى فيما يتعلق بملف الانتخابات النيابية التي افرجت الحكومة اللبنانية عن بنود مشروع القانون الجديد وسلمته الى اعضاء البرلمان الذين أعطوه صفة القانون الرسمي فما هي تصوراته بالنسبة لامكانية اجراء هذه الانتخابات وهل هناك معوقات تعترض السير بالعملية الانتخابية ؟

يسارع عيسى الى الرد ان لديه نقطة استفهام كبيرة حول إجراء الإنتخابات في موعدها رغم انتقالنا الى مرحلة جديدة من خلال القانون الجديد معتبراً ان الناس لم يعد لديهم الثقة في هذه الطبقة السياسية الحاكمة وفي الاعيبها معتبراً ان طرح موضوع البطاقة الانتخابية يثير جدلاً واسعاً وهو «القطبة غير المخفية» لمحاولة تأخير العملية الانتخابية دون ان ننسى طبعاً الاجواء المتوترة والخطيرة التي تحيط بلبنان على صعيد دول الخليج والحروب المندلعة في اكثر من بقعة، ولكنه يستطرد وبالرغم من كل ذلك املنا كبير بإجراء الإنتخابات في موعدها من اجل تعزيز الديمقراطية والاستقرار الداخلي، وسنسعى بكل ما اوتينا من قوة من اجل اجرائها في موعدها، موضحاً ان ايجابية الإنتخابات ستكون في ضخ دم جديد في الحياة السياسية واتاحة الفرص لوجوه جديدة من خارج الاصطفافات السياسية لأخذ دورها، وللمجتمع المدني ان يمارس تأثيره.

سأترشح واجري اتصالات مع كل القوى

دافيد عيسى الذي ترشح على الانتخابات النيابية عام 1995 وعام 2000 استطاع خلق ارضية صلبة له بين ابناء الدائرة الأولى من بيروت والتي تسكن هواجس اهلها عقله وقلبه وهو الذي يتلمس يوميا ارض الواقع يؤكد انه سيترشح في الانتخابات المقبلة لكن من المبكر الحديث عن تحالفات ولوائح، لكنه يؤكد انه يجري اتصالات ومشاورات مع كل القوى السياسية والإحتمالات مفتوحة على مصراعيها، معتبراً ان مسألة التحالفات تُحدّد في حينه ومن السابق لأوانه الخوض بها الآن مضيفاً « اليوم خمر وغداً أمر».

وأكد رداً على سؤال ان القانون الجديد سيتيح الفرص لكسر المحادل الإنتخابية ودخول وجوه شابة وجديدة الى الندوة البرلمانية وفي مقدمهم شخصيات مستقلة وشخصيات من المجتمع المدني مذكراً بتجربة الانتخابات البلدية حيث وجه ابناء بيروت انذاراً مبكراً للطبقة السياسية الحاكمة بعد فشلها في تحقيق تطلعاتهم وتحسين اوضاعهم.

ويرى عيسى ان التحدث عن ثوابت وبرامج هو فقط مجرد بروباغندا اعلامية فما من مرشح وصل الى الندوة البرلمانية استطاع تحقيق ولو بند واحد من برنامجه الانتخابي والاجدى تضافر الجهود للتفاعل مع الشعب اللبناني وهمومه لناحية إزاحة اعباء كثيرة عن كاهله طالما ان القدرة على التغيير على مستوى السياسة الكبرى شبه معدوم.

انطلاقا من كل ذلك يرى عيسى ضرورة التطلّع الى حاجات الناس والعمل على المساعدة دون تضخيم الوعود بل العمل على قدر المستطاع ومعالجة وجع الناس لاسيما وان نسبة كبيرة منهم وصلت الى حدود الفقر المدقع معتبراً ان العوز هو نقطة الضعف في بنية المجتمع الذي يجعل من هؤلاء الناس رهينة في يد السياسيين.

– ورداً على سؤال حول علاقته مع النائب ميشال فرعون، يقول عيسى ان العلاقة ممتازة وهو صديق عزيز ولكن هذا لا يمنع من خوضي الإنتخابات ضدّه بشكل حضاري وديموقراطي، معتبراً ان المواجهة الإنتخابية اذا حصلت ينبغي الا تفسد للودّ قضية.

  الوضع الإقتصادي

وحول الوضع الإقتصادي اعتبر عيسى انه من دون إقرار خطة اقتصادية واضحة وشاملة وإرفاقها بموازنة مفصلة، لا إمكانية لتحسين الوضع الإقتصادي في البلاد، معتبراً اننا نعيش في لبنان اليوم مرحلة «صمود» او من «قلة الموت» كما قال، لكن السؤال الى متى يمكننا الإستمرار بهذه الحالة البائسة؟

وحول موضوع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، اعتبر عيسى ان هذا الموضوع هو حق مكتسب ومنذ سنوات للقطاع العام مضيفاً ان إقرار السلسلة يجب ان يقترن مع تأمين التمويل اللازم من خلال وقف الهدر والفساد وهذا امر ممكن ولا يتطلب جهداً كبيراً كما يحاول ان يتحججّ البعض.

 ملف النازحين السوريين والترف السياسي

وعن ملف النازحين السوريين يعبّر عيسى عن مخاوفه انطلاقاً من دقة وخطورة هذا الملف، لافتا الى ضرورة ان يتحلى السياسيون في لبنان بالواقعية والموضوعية بعد تفاقم المخاطر الأمنية، معتبراً ان المعالجة يجب ان تكون من خلال التفاوض مع الحكومة السورية فالضرورات تبيح المحظورات ومصلحة الوطن تأتي اولاً والواقعية السياسية تتطلب تنازلات عندما يكون الوطن في مهبّ الريح.

واضاف على المستوى الشخصي لدي ملاحظات كثيرة على آداء السوريين في فترة الوصاية على لبنان وبعدها لكن المصلحة الوطنية وخطورة الاوضاع تتطلب التعالي على الاحقاد فلبنان في خطر على كل المستويات الديموغرافية والوطنية والأمنية بسبب هذا الملف وان لم نترفع عن التكتكات السياسية ولم نكن على قدر المسؤولية فسنكون بكل اسف امام استعادة تجربة 1975 المشؤومة مع الفلسطينيين. مضيفاً انه لا يمكن الحديث عن عودة النازحين السوريين دون التعاطي مع دولتهم التي تملك القدرة على التسهيل والعرقلة فـ «الاختلاف على جنس الملائكة» سيُسقط ما تبقى من الهيكل على رؤوس الجميع.

واستغرب عيسى الإزدواجية وعدم الموضوعية عند بعض السياسيين متسائلاً كيف يمكن ان يكون هناك سفارة لسوريا في لبنان وسفير معتمد ونرفض التفاوض مع الحكومة السورية ؟ وهل التفاوض بين المعارضة السورية والنظام هو اعطاء شرعية للنظام القائم؟ متسائلاً هل شرعية النظام السوري يعطيها السياسيون اللبنانيون؟

 وأضاف: فلنجعل المنطق والحكمة يحكمان سياستنا عن طريق تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، فالبلد على حافة الهاوية وليس لدينا وقت للترف السياسي والخيارات ليست كثيرة لنقبل هذا ونرفض ذاك هناك واقع خطير يتمثل بوجود اكثر من مليون سوري في البلد يرهقون الدولة والمجتمع اللبناني اقتصاديا واجتماعيا وامنياً.

 طائفة الروم الكاثوليك …

عيسى الذي وضع في السنوات الماضية كل القضايا المتعلقة بدور طائفة الروم الملكيين الكاثوليك وحقوقها ومصالحها على طاولة البحث ورفع الصوت عالياً في اجتماعات المجلس الاعلى وفي اروقة الكنيسة ومن خلال الإعلامً ضد التجاوزات التي حصلت وضد الفساد ووقف سداً منيعاً امام محاولة بيع بعض املاك الطائفة وكان رأس حربة في معركة التغيير التي ادّت الى استقالة البطريرك لحام وانتخاب بطريرك جديد، رفض الدخول مجدداً في ما أُثير سابقاً حول تجاوزات وبيع املاك الطائفة معتبراً ان الصفحة قد طُويت مع استقالة البطريرك لحّام وصفحة جديدة قد فُتحت مع انتخاب رجل التقوى والبرّ والتواضع البطريرك مار يوسف الاول العبسي والذي يمثل املاً كبيراً في تحسين اوضاع الطائفة وامكاناتها واصلاح الخلل الموجود في مِؤسساتها ودوائرها والذي فتح وصوله الميمون الى السدّة البطريركية آفاقاً جديدة على مستوى الطائفة وعلى مستوى الوطن، معتبراً ان الامور اصبحت في عهدة البطريرك الجديد واساقفة السينودس والقيّمين على الكنيسة.