IMLebanon

هل نطق جنبلاط بفم وهاب بهدم الهيكل على من فيه؟

لن يجد الرئيس ميشال عون في السعودية الا الكثير من الترحاب وحسن الضيافة والقليل من الدعم المادي وفق الاوساط المواكبة للمجريات ولن يكون الامر مقصوداً من قبل المملكة بل يعود ذلك الى الظروف الراهنة كونها غرقت في حروب استنزاف بدأت ولا يعرف احد متى تنتهي وقد تركت هذه الحروب اثراً بالغاً على خزينة السعودية ما دفع قيادتها الى التقشف اقتصادياً وجل ما تستطيع زيارة عون لها ان تحقق فهو عودة المياه الى مجاريها بين البلدين ورفع معنويات اللبنانيين العاملين فيها وطمأنتهم على اوضاعهم في داخلها، وتبقى الانظار شاخصة الى «المكرمة» التي امر بها الملك الراحل عبدالله لتسليح الجيش اللبناني وعما اذا كان عون يستطيع تحريرها من الحظر الذي فرضته عليها القيادة السعودية الراهنة بعد تسلم الملك سلمان دفة البلاد خلفاً لاخيه الراحل.

وتضيف الاوساط نفسها ان وصول الجنرال الى الكرسي الاولى وانطلاقة العهد بانتظام عمل المؤسسات والاطلالة على العالم انطلاقاً من زيارته الخارجية الاولى للسعودية بالتحديد اراد منها عون تبديد هواجـس المملكة والاعتراف بالجميل لرفعها «الفيتو» عن انتخابه رئيساً للجمهورية بعد شغور الموقع الاول في الدولة لاكثر من عامين ونصف دون ان يثير هواجس حلفائه وفي طليعتهم «حزب الله» الذين خبروه في اقسى الظروف وخصوصاً في «عدوان تموز» يوم انتظر اخصام «الحزب» هزيمته وراهنوا عليها في وقـت وقف الجـنرال الى جـانب حليفه دون ان يرف له جفن فبادلوه الجميل ملتزمين به حتى «يوم القيامة»، فعون يتقن لعبـة التوازن كما يتقن ايضاً فن الصمود اذا جاز التعبير في مسرح الكر والفر في المعـارك السياسيـة منها والعسكرية.

وتشير الاوساط الى ان مرحلة ما بعد وصول الجنرال الى القصر الجمهوري ليست كما قبلها حيث كانت اولى النتائج ان فريقي 8 و14 آذار باتا من الماضي وان الصراع الراهن حول قانون الانتخابات العتيد يشكل عنوان المرحلة، اما جنس القانون المرتقب فسيكون هجيناً اي خليط ما بين النسبية وقانون الستين مع قليل من الماكياج لا سيما وان اللاعبين الاقطاب لا يستطيعون تجاهل رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط المتوجس من الجميع والذي يصر على اقرارهم «بالخصوصية الدرزية» شعاره المعروف، خصوصاً وان المرحلة على الرقعة الشوفية انتقالية جنبلاطياً وتشكل الخطوة الاولى في مسيرة وريثه تيمور، فهو يعتبر انه اعطى ما لا يعطيه احد لا سيما لعون حيث خرج عن ارادة حليفه وصديقه رئىس مجلس النواب نبيه بري ولم يواكبه في معـارضتـه لوصـول الجنـرال الى بعـبدا مميزاً بين صداقته وموقفه السياسي من المسـألة خصوصاً وان التحالف العوني ـ القواتي له مفاعيل زلزاليـة على الرقعة السياسية في الجبل في الانتخابات المقبلة.

وتقول الاوساط ان جنبلاط الـذي سهل وصـول عون الى الكرسي الاولى سلّف العـهد ايضـاً بتشكـيل الحـكومـة من خـلال تخـفـيض سقـفه الى ادنـى الحـدود ما جعل اخصامه على الرقعة الدرزية يستغلون الامر وفي طليعتهم الوزير السابق وئام وهاب الذي لا يستطيع جنبلاط تجاهله بعدما انتزع مـنزلة بين منزلتـين والذي يعتبر ظاهرة في تاريخ الزعامات الدرزيـة وكلامه في الاول من امس لاقى اصداء كبيرة في الجبل حول رفـضه تهميش دور الدروز مهدداً بهدم «الهيكل على رؤوس الجميع» على قاعدة ان الدروز دعـامـة اساسيـة من دعامات الهيكل، ووفق المراقبـين فـان جنبلاط نـطق بفم وهاب وان كان الاخـير يـهدد بطريقـة ما زعامة تيـمور المرتقبة كون جنبلاط يستطيع تورثيه مقعده النيابي ولكن الزعامة شأن مختلف وفق العارفين.