IMLebanon

إقترعوا للسيادة… واحذروا الرماديين

 

هذا ليس نداء لحض اللبنانيين على رفع حواصل الاقتراع، ولا هو دعوة الى انتخاب لائحة محددة أو شخص ما. إنما هو رجاء ان يدرك كل من تصل اليه هذه الكلمات أن 15 أيار يوم مفصلي وأنه مسؤول أمام الوطن وضميره ومستقبل أبنائه بالتحديد، والصوت الذي سيضعه في الصندوق سيحدد مصير لبنان الدولة والنظام ومستقبل اللبنانيين وحرياتهم وثقافة عيشهم.

هذه ليست انتخابات برامج متنافسة تحت سقف تداول سلطة حضاري. إنها تصويت على مبدأ أن تكون لنا دولة قانون أو فوضى أسوأ من اليوم، أن نحيي نظامنا الديموقراطي أو يتحول عنواناً يتلاعب به الاستبداد على طريقة البعث وفلاديمير بوتين، أن ننتزع حقنا في دولة طبيعية عبر الانتخابات أو نذهب الى خيارات قصوى تتراوح بين التحول شحادين للتأشيرات، مغامرين في مراكب الموت، أو راغبين بعنف يزيد الخراب.

نعم. هي خيارات حاسمة. فإما أن نختار “السيادة أولاً” شرطاً للإصلاح واستعادة الدولة، أو نختار التبعية لمحور التعتير والمنظومة التي فاضت علينا “مآثرها” فنزداد غرقاً في المستنقع وعزلة عن المجتمع الدولي مع جرعة كرامة فارغة، وتوهُّم بتنقيب وشيك وترسيم محسوم ونفط متدفق وغاز سيال لـ”ردم العجز” و”نشر العز”.

كونوا كأهلكم المغتربين. لا تترددوا ولا تقاطعوا ولا تستنكفوا ولا تعتقدوا لحظة واحدة أن رمي الكرة في ملعب المنظومة وتركها تحكم وحيدة سيجعلانها تتصرف بوطنية ومسؤولية بل ستتابع ما اقترفته مرفقاً بمزيد من الأكاذيب والترهيب.

البحر من ورائكم والمنظومة من أمامكم. فإما أن تنتصر الأكثرية نفسها فتتكرر الحكومات التافهة ويُفرض علينا رئيس مثل الحالي، أو نحسِّن شروط المواجهة عبر اختيار سلطة تليق بأماني لبنان المقيم والمغترب بمحاربة الفساد وعقد مؤتمر دولي إنقاذي.

الورقة في أيديكم، تُمسك بمصيركم أكثر مما تمسكون بها. اعطوها للممانعة وأتباعها السُنَّة والمسيحيين اذا كنتم مسرورين بالإنهيار المريع، وامنحوها لمن يناهضونها اذا كنتم متضررين وغاضبين من فقدان ودائعكم وتفجير عاصمتكم وانتهاك سيادتكم. اختاروا من تشاؤون بوضوح، لكن إحذروا الرماديين كاذبين وواهمين وانتهازيين.