IMLebanon

“ترياق” الفيول من العراق… القصة من آب 2020 إلى اليوم

 

وأخيرًا سيأتي الترياق من العراق.

 

مجلس الوزراء العراقي، برئاسة مصطفى كاظمي، قرر دعم لبنان للتخفيف من أزمته الحادة ولا سيما في مجال المحروقات سواء في الفيول او في المازوت.

 

بدأت القصة بالإعلان عن تلبية مطلب لبنان تزويده خمسمئة ألف طن من مادة الفيول (رُفِعَت لاحقاً إلى مليون طن أي ما يعادل سبعة ملايين برميل) في مقابل ان يُقدِّم لبنان خبرات طبية وأدوية ومنتجات زراعية.

 

لا يحدث ذلك بكبسة زر، بل يحتاج إلى اجتماعات واتفاقات، كانت مسهَّلة من الجانب العراقي، لكن الجانب اللبناني، في شقه الحكومي، كان في حال من الضياع، ويجب التذكير في هذا المجال كيف ان رئيس حكومة تصريف الأَعمال اعلن من جانب واحد موعد زيارته لبغداد، ليُكتَشَف ان الزيارة غير منسَّقة مع الجانب العراقي الذي استخدم صيغة ديبلوماسية لتبرير الغاء الزيارة فتحدث عن إرجائها لأن رئيس الوزراء العراقي مرتبط بجولةٍ في الأقاليم العراقية.

 

ومع تفاقم الازمة تجددت المحاولات، والاخيرة منها تمثَّلت في المفاوضات التي جرت الاسبوع الفائت، وقد اصر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على انجازها بسرعة وحتى قبل توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الإثنين، وكان لافتاً الاسلوب الذي صيغ به البيان الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء العراقي والذي حمل “صفة العجلة وفي أسرع وقت ممكن وتحت إشرافه مباشرة”. والداعي إلى السرعة التي الحَّ عليها الرئيس الكاظمي، التقارير التي رُفِعَت إليه والتي تحدَّثت عن إمكان إطفاء معامل توليد الكهرباء، فكان قرار بإرسال شحنة مكررة على وجه السرعة إلى بيروت تصل هذا الأسبوع، على ان تُرسَل الشحنات الأخرى إلى محطات التكرير قبل نقلها إلى لبنان، والأرجح ان تكون محطات التكرير في مصر .

 

أما كيفية الدفع فبدا ان هناك تساهلاً عراقياً، بمعنى ان يبدأ لبنان الدفع بعد سنة من توقيع الإتفاق .

 

السؤال هنا : لماذا لا يُطوِّر لبنان علاقته بالعراق على غرار ما يفعل مع دول أقل اهتماماً بلبنان؟

 

للتذكير، فإن العراق كان قد ارسل، إثر انفجار 4 آب 2020 شحنة من الفيول على شكلِ هبة، كما ارسل اطناناً من الطحين وُضِّبَت تحت مدرَّجات المدينة الرياضية فوصلت إليها المياه واتلفتها .

 

يبقى السؤال : إذا ما نجحت هذه الخطوة ووصلت إلى خواتيمها السعيدة، هل يكون ذلك مؤشراً إلى بدء تفكك منظومة كارتيلات النفط في لبنان التي تتحكم بالسوق وساهمت في تكليف البلد اربعين مليار دولار؟

 

يقول خبيرٌ نفطي مخضرم: لنراقب مَن سيكون وزير النفط المقبل.