IMLebanon

إسرائيل… وحرب جديدة ضد «حماس»

 

 

كما ذكرنا البارحة، فإنّ إسرائيل، وبعد فشلها في احتلال غزّة.. تتبع سياسة جديدة في حربها ضد «حماس»… هذه السياسة الجديدة هي حرب أهداف.. وحتى نكون أكثر وضوحاً، فإنّ الطائرات الاسرائيلية التي تصوّر على مدار الساعة ما يجري في غزّة والضفة الغربية وجنوب لبنان، بدأت تعطي معلومات، أنّ أهدافاً بشرية ترصدها الطائرات الاسرائيلية، ضمن «كومبيوتر» خاص يصوّر الأهداف ويعطي أسماءها… وهذا التطوّر الخطير حصلت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة.

 

وكي نذكّر القارئ أكثر، فلا بد من العودة الى العملية التي قامت بها أميركا يوم قتلت اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، ومعه أبو مهدي المهندس نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» الميليشيا الطائفية في العراق، من خلال الفتاة التي تعمل في المخابرات الاميركية حيث كانت تراقب من خلال جهاز الكومبيوتر أمامها، فرصدت موكب اللواء قاسم سليماني ورفيقه في مطار بغداد، فاتصلت بقائدها لتعلمه عن صورة السليماني، فأعطاها الأمر بأن «تكبس» على زر معيّـن، وهكذا فُجّر موكب السليماني والمهندس أمام مطار بغداد، ولم يتبقَّ من اللواء قاسم سليماني بقايا تذكر، وتمّ التعرّف عليه من الخاتم الذي كان في اصبعه.

 

الحرب التي تزداد ضراوةً اليوم، بعد فشل إسرائيل بالتقدّم عسكرياً، حيث وصلت الخسائر البشرية في الجيش الاسرائيلي الى أعداد كبيرة لم تَعْتَد يوماً من الأيام على التعرّض لمثلها.

 

اليوم تحوّلت الحرب الى حرب «طائرة تصوّر» وترسل صواريخ لأهداف محدّدة، وهذا ما حصل في بعلبك ومحيطها، وما حصل في صور أيضاً وفي أماكن أخرى.

 

بيدو أنه لم يَعُدْ أمام إسرائيل إلاّ أن تغيّر أسلوبها، وهذا ما حصل بالفعل، إذ بدأت بخطة اصطياد أهداف بشرية عن طريق (أو بواسطة) الكومبيوتر الذي  يعطيك معلومات عندما تعطيه أي صورة عن اسم الشخص وجميع التفاصيل المطلوبة..

 

ويبقى سؤال: إلى متى سوف تستمر هذه الحرب؟

 

بكل صراحة وبساطة لا أحد يعلم… خصوصاً أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مطلوب للعدالة، لذا فهو يفضّل عدم التوقف عن الحرب كي لا يذهب الى السجن… لذلك، فإنّ كل المساعي الديبلوماسيّة التي تقوم بها أميركا أولاً، ومعها قطر ومصر وفرنسا، لا تزال تعاني من الرفض الاسرائيلي الذي يضع شروطاً تعجيزية أقل ما يُقال فيها إنه لا يريد السلام.

 

السؤال الأكبر: إلى متى تستطيع أميركا أن تظل متفرّجة على بنيامين نتانياهو وهو يعاندها بكل صراحة..؟ الجواب هو: طالما أنّ أميركا ترسل السلاح والمال… فحاجة إسرائيل للتوقف عن عدوانها لم يعد موجوداً.

 

وليست أميركا وحدها هي المسؤولة عن هذا، بل هناك سبب آخر هو انه لا يوجد موقف عربي، وللأسف الشديد، باستثناء مصر وقطر والكويت، فإنّ الدول العربية ساكتة صامتة صمت أهل الكهف. والأنكى ان بعض الدول تفتخر بإنجازاتها الاقتصادية.. ويبدو ان هؤلاء لا يعلمون أنّ الانجازات الاقتصادية تحتاج الى حماية… وهنا نسألهم: هل أنتم قادرون على حماية إنجازاتكم وبطولاتكم الاقتصادية..؟ الجواب معروف بالتأكيد.