IMLebanon

العماد جان قهوجي رئيس المرحلة الانتقالية

الوضع اللبناني الرثّ يوشك أن يودي بالبلد، والوضع العربي أكثر «رثاثة» من الوضع اللبناني، والمنطقة برمّتها عالقة في فخّ ما ستسفر عنه مفاوضات جنيڤ بعد الإنسحاب الروسي، وإيران في لحظة أميركية تؤكّد تورّطها في أحداث 11 أيلول هي وحزبها في لبنان، وبلغ الأمر بالوقاحة الإيرانيّة إطلاق اسم أسامة بن لادن العقل الإرهابي المفكر لتنظيم القاعدة على أحد الشوارع الإيرانية، وحزب إيران في لبنان في وضع لا يُحسد عليه بعد انسحاب روسيا من سوريا وهو يُدرك أنّه سيخرج من سوريا يجرّ أذيال الهزيمة بعد كلّ الدّماء التي دفعها، فيما يتمّ تداول أنباء عن نصيحة تلقاها الحزب من الرئيس نبيه بري باعتبار أن جلسة الانتخابية الرئاسيّة المقبلة قد تكون الفرصة الأخيرة للإتيان برئيس من فريق 8 آذار.

هنا؛ نملك الجرأة لكي نقول؛ «أيه وجابوا» رئيس من 8 آذار، ووجه المنطقة مقبل على تغيّر كبير، ولن يكون بمقدور الفريق الذي يسعى للإتيان بسليمان فرنجية رئيساً في أحسن الأحوال سوى إحياء «محاصصة» الترويكا سيئة السمعة، والتي سبق واستخدمها الاحتلال السوري لمنع تنفيذ اتفاق الطائف، وسيكون الهدف من إحياء محاصصة الترويكا تقاسم ثروة النفط والغاز، وكلّ فريق يريد حصّته بمن فيهم حزب الله وحزب الكتائب الذي كان أول من سعى لجس النبض الروسي في موضوع استخراج النّفط!!

وهنا علينا أن نستثني من «المحاصصة» حزب القوات اللبنانيّة الذي أثبت منذ نهاية الحرب ودخولنا زمن السلم رفضه التامّ لمفهوم تقاسم «جبنة» الدولة وأصرّ على تطبيق الطائف في عزّ طغيان النظام السوري وسلطته في النّهب المنظّم للبنان، وما يزال مصراً على نظافته كحزب لم «يسرق» قشّة من «غنيمة» لبنان الذي نهبه حيتان المال، وهي ماضية حتى الآن في هذه السياسة…

وهنا أيضاً، وفي الوقت اللبناني الضائع و»رثاثة» الواقع السياسي الذي نعيش، نودّ أن نتساءل على هامش سياق كلامنا؛ ألم يجد تيار المستقبل غير غطاس خوري بطل «صفقة الشاغوري ـ فرنجيّة»، لزيارة معراب بالأمس من أجل ترتيب العلاقات بين الفريقيْن بعد الشروخ التي أصابت كيان 14 آذار بآخر ضربة قاصمة بسبب جهود «الوسيط الغطاس»؟ إن فعلاً الهدف ترتيب البيت الداخلي للحليفين المتخاصميْن، فهذه بداية لا تُبشّر برغبة جديّة في ترتيب علاقة تحالف هو مطلبٌ شعبي جدّي جدّاً!!

هذا السياق المتقدّم كلّه يقودنا للحديث عن الاستحقاق الرئاسي الذي يتعاطى معه السَّاسة من زاوية «المصالح الحزبيّة والشخصية»، لا من زاوية مصلحة لبنان التي يرفعونها شعاراً في وجوه اللبنانيين مع أنّهم يعرفون أنّ اللبنانيين أقلعوا عن تصديقهم منذ زمن بعيد!!

برأينا الشخصي، والمتواضع، لا سليمان فرنجية ولا ميشال عون مناسبان لموقع الرئاسة في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة، ولا حتى ما قيل بالأمس عن «كُحْل جان عبيد ولا عمى فرنجيّة» بالنسبة لميشال عون، ببساطة، لا نجد إلا حلاً واحداً، وهي أنّ المخرج المنطقي لمعضلة رئاسة الجمهوريّة سوى بانتخاب قائد الجيش العماد جان قهوجي رئيساً وسطيّاً يُعتمد عليه للعبور بسفينة لبنان إلى برّ الأمان وسط أمواج الإرهاب المتلاطمة المحدقة به، فالرّجل يُعتمد عليه، ومخلص للبنان وللمؤسسة الوحيدة التي تمثّل خشبة خلاص للبنان ودولته بعدما وصلت هذه الدولة إلى الحضيض.

من يُريد إنقاذ لبنان، عليه أن يذهب باتجاه خيار رئيس وسطيّ قويّ، وليس باتجاه أسماء تُطلق عليها صفة وسطية وبعضها عاش محسوباً على النظام السوري ووعد بالرئاسة ونام على الوعد ليصحو على تطيير الفرصة من يده، خلاص لبنان ليس في رئيس من 8 آذار، بل هو نهايته كدولة وكيان، يستحقّ لبنان رئيس وسطي قوي، وللأمانة لا نجد أن صفات هذه الوسطيّة القويّة متوفّرة في هذه المرحلة الدقيقة إلا في مواصفات العماد جان قهوجي، سواءً أعجب كلامنا هذا بعض كثير أو قليل، أو لم يعجبه!

ميرڤت سيوفي