IMLebanon

مسرحية «أبلا» غادة والأربعين حرامي   

 :

 

ما يجري في هذه الأيام لا يصدّق لا بالعقل ولا بالمنطق، إذ نشاهد مسرحية تبدأ ولا تنتهي. والمصيبة أنّ «الأكشن» لا ينتهي، فكل هذا التشويق بالإخراج، والجمهور الذي يشترك في المسرحية من لون واحد، في عقولهم يافطة واحدة تقول: «غير قابل للكسر» و«غير قابل للإستيعاب» و«غير قابل للفهم». والأجمل في هذه المسرحية أنّ فرقة «الزقّيفة» يصفقون مع البطلة وضد البطلة في الوقت نفسه.

 

يا جماعة الخير: شركات نقل الأموال هي إسم على مسمّى، يعني تعمل حسب طلب الزبون، وتقوم بنقل أي مبلغ مطلوب من مكان الى آخر، ومن ضيعة الى أخرى. وليس عندها أي معلومات بأسماء أصحاب الأموال، ولا تحصل على وصل من البنك أو المؤسّسة المالية عند تسليم المبالغ ولا إيصال بأنهم تسلموا مبلغاً وقدره 50 مليون دولار مثلاً هذا من حيث المبدأ. ولكن من حيث التفاصيل هناك سؤال بسيط، لكنه محيّر: كيف يقوم شخص بنقل مبلغ خمسين مليون دولار «كاش» نقدي من بيروت من مكان معيّـن الى أميركا وتحديداً الى نيويورك، ويسلمّه لمؤسّسة معيّنة، ويأخذ إيصالاً منه ولا يعلم هذا الناقل، من هو صاحب الأموال، ومن هم الأشخاص الذين تسلموا الخمسين مليوناً؟ والله شيء يحيّر.

 

من هنا، فإنّ ما تقوم به «الأبلا» غادة عون من غارات جوّية وبحرية وأرضية على مراكز معيّنة هدفه أن تصل الى هدفها السامي، ولو كان الهدف بعيد المنال.

 

المصيبة انها تأخذ معها مجموعات من «الفتوات»، أصحاب الزنود المفتولة والعقول الخفيفة الذين يقولون لها أمرك يا «أبلا» أنت تقولين ونحن ننفذ. أنت على حق وكلهم يعني كلهم على خطأ.

 

تصوّروا أنها وبسبب دقتها واهتمامها البالغ بقضيتها، جلبت معها معلّم حدادة افرنجية باب أول، وكي تحافظ على المؤسّسة التي أغارت عليها فإنها فككت الأبواب وفككت «القفل» أو الأقفال بطريقة حضارية لا «يقف» عليها طبيب متخصّص في التوليد.

 

دخلت الى المؤسّسات وأخذت ما استطاعت أن تحمله، ووضعته في سيارتها الخاصة حفاظاً عليه، ونقلته الى أماكن أكثر حرصاً لأنّ الشركة لم تحافظ عليه ولم تمنعها من أخذه، وكان الأجدى بتلك الشركة وحرّاسها منع أي غريب، ولا غريب هنا إلاّ الشيطان، كان عليهم أن يمنعوها من أخذ الأغراض، ولو كانوا على علم انها سوف تعيدها لأنها سيّدة أمينة ومحترمة، لكن وللأسف فإنّ وضعها الصحّي صعب.

 

المسرحية مستمرة منذ شهر، ويبدو أنهم سيمددون شهراً ثانياً لأنّ المشاهدين يدفعون ثمن البطاقات «كاش».

 

أخيراً، الله يرحم العهد ويرحم الأموال ويرحم البلد ويرحم القضاء، لأنّ هذا العهد قضى على كل شيء. فكما قال «سيّد العهد» في إحدى المقابلات التلفزيونية «لعيون الصهر»، وإذا كان صهر الجنرال لا يملك الحق في أن يكون وزيراً حتى ولو كان غنياً بالمال لا بالعقل، تشكلت الحكومة أو لم تُشكّل فأين المشكلة، وكأن فخامته يقول: «الانهيار الذي وعدتكم به أنفذه، وسنصل الى اليوم الذي نأسف أن نقول إننا ولدنا في لبنان».

 

إذ ليس من أحد في العالم يصدّق ما يحدث في لبنان.

 

ألم يقل فخامته إنّ الشعب اللبناني هو شعب «طز»، فعلاً انه رئيس صادق لا يحب الكذب وأيضاً هو محترم جداً وصاحب لباقات.