IMLebanon

ميقاتي على خطى الحريري… وساطة من القاهرة وأنقرة

 

 

 

تتعقّد الأزمة الحكومية أكثر فأكثر ويغيب أي بصيص أمل بقرب ولادة الحلّ المنشود وسط انسداد كل الآفاق الداخلية والإقليمية.

 

عندما نجح الرئيس نجيب ميقاتي بتأليف حكومته، أرادها حكومة إنقاذية برتبة عالية، لكن تركيبتها كانت تؤكّد أنها بعيدة كل البعد عن حكومة الإختصاصيين المستقلّة التي يطالب بها الداخل والخارج على حدّ سواء.

 

وبعد انفجار أزمة تحقيق مرفأ بيروت ومحاولة “الثنائي الشيعي” قبع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، إنفضح المستور وظهر للعلن أن كل فريق لديه حصته وأن الوزراء ليسوا سوى نسخة طبق الأصل عن الحكومات المتعاقبة التي ساهمت في إيصال الوضع إلى الإنهيار.

 

ولم يكن ينقص لبنان أزمات حتى انفجرت الأزمة مع الخليج بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي الداعمة للحوثيين في اليمن، وباتت حكومة ميقاتي محاصرة ولا تستطيع الإنتاج وسط رفض “حزب الله” إستقالة قرداحي.

 

يحاول الرئيس ميقاتي تفكيك الألغام الداخلية والخارجية، وتبدو المهمة صعبة أو شبه مستحيلة، فـ”حزب الله” لن يتراجع عن طلب تنحية القاضي البيطار، في حين ان السعودية لن تقبل دون استقالة قرداحي لتنظر بإعادة ترتيب العلاقات مع لبنان.

 

إتّكل ميقاتي بعد نشوء الأزمة مع الرياض على جرعات الدعم الآتية من باريس وواشنطن، لكن على رغم التأثير الكبير للعاصمتين على الرياض إلا أنه لم يستطع فتح الأبواب المقفلة أمام حكومته، لذلك فإن استعداده للقيام بجولات خارجية قد يكون بلا فائدة.

 

عندما انسدّ الأفق الداخلي أمام الرئيس سعد الحريري ولم يستطع تأليف حكومته الأخيرة وسط إقفال باب الرياض أمامه، قام بجولات مكوكية إلى أنقرة والقاهرة من أجل الحصول على غطاء سني ومن أجل إقناع الرياض بأن لا بديل عنه، وفشلت تلك الزيارات لأن كلمة الفصل السنية أولاً والعربية ثانياً هي بيد الرياض.

 

اليوم يستعدّ ميقاتي للقيام بجولة خارجية ستشمل الأسبوع المقبل كلاً من أنقرة والقاهرة بعد زيارة الفاتيكان، في حين أنه أوفد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لزيارة موسكو وطلب النجدة من هناك.

 

وتعوّل أوساط وزارية على زيارات ميقاتي لعلها تفتح ثغرة في جدار الأزمة، وترى أن هذه العواصم فاعلة في الملف الإقليمي وتستطيع لعب دور في حل الأزمة اللبنانية – الخليجية.

 

وتوضح المصادر أن ظروف زيارة ميقاتي إلى تلك العواصم مغايرة لجولات الحريري، فحينها كان الحريري يسعى إلى فك “الفيتو” السعودي عليه، اما اليوم فإن المسألة ليست متعلقة بشخص ميقاتي بل بمصير بلد بأكمله، فالمقاطعة الخليجية ستؤدي حكماً إلى ضرب الإقتصاد اللبناني ومعه تنهار مؤسسات الدولة، وبالتالي فإن ميقاتي يعتبر أن الخليج صديق للبنان ولشعبه لذلك هناك أمل بالحل.

 

قد تكون مهمة ميقاتي صعبة، لكن التأكيدات تشير إلى أنه لن يسمح بمزيد من التدهور في العلاقات اللبنانية – الخليجية، لذلك سيطرق كل الأبواب من أجل إعادتها إلى سابق عهدها وسط التأكيد على هوية لبنان العربي، وهذا بالطبع ما سيؤكده من القاهرة التي سيطلب وساطتها لتلاقي وساطة انقرة.