IMLebanon

«الحنون» وورقة النوايا… «DON’T MIX»

«نحن يا رفاق مع المصالحات في زمن المصالحات، لكننا لسنا ممن يرقصون على جثث رفاقهم. لو صارت هذه المصالحات منذ 25 سنة، لكنا وفرنا على حالنا دماً وتدميراً وطائف وعواقبه». هكذا قطع مؤسس «الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية» حنا عتيق شعرة العلاقة بينه والتيار الوطني الحر في شباط الماضي عقب بداية الاجتماعات بين الرابية ومعراب

فقد انتفى السبب الذي وفّق بين الطرفين في مرحلة من المراحل ووحّدهما حول خصم واحد، ولم تعد هذه العلاقة بالتالي تُدرّ أية إفادة على أيّ منهما. وعلاقة العونيين بـ»الحنون» ومن يشبهونه حَكَمَها الحذر بداية، قبل تحولها إلى تحالف حقيقي. فالقائد السابق لـ»فرقة الصدم» القواتية غدا ضيفاً ثابتاً من ضيوف الشاشة البرتقالية، بموازاة مقالات دورية على موقع التيار الإلكتروني تؤيده وتدافع عنه وتواكب كل أنشطته. لكن ما قبل ورقة إعلان النوايا بين القوات والتيار ليس كما بعدها. فجأة لم يعد للعتيق خبز في الرابية ولا في إعلامها: اضمحلت المقابلات الصباحية وبات يصعب الوقوع على خبر له في الموقع الإلكتروني للتيار إلا نادراً. وكان لافتاً في العشاء السنوي الأخير للحركة التصحيحية في القوات اللبنانية غياب نواب التيار الوطني الحر ومسؤوليه عن مائدة العتيق، حيث اقتصر التمثيل العوني على أربعة أو خمسة أفراد ممن كانوا ينتمون سابقاً إلى القوات أو الكتائب. ويشير أحد رفاق حنا عتيق إلى تحسّس معراب من كل حركة يقومون بها وسعيها الدائم لمحاصرتهم، متوقعاً أن تكون النقاشات بين الرابية ومعراب قد شملتهم أيضاً، فطلب قيادة القوات من الرابية تخفيف حماستهم (غير الموجودة أصلاً) لنا. ويقول المصدر نفسه إن تراجع الاحتضان العوني ــ إعلامياً أقله ــ لقدامى القواتيين المناوئين لجعجع هدية مجانية إضافية تقدمها الرابية لزعيم معراب الذي كان «الحنون» ورفاقه يستفزونه أكثر من أي أمر آخر.

واقعياً، بحسب الاتفاق القائم بين الحزبين، يفترض بالأضاحي العونية أن تقابل ببادرة حسن نية قواتية مماثلة، خصوصاً أنه اتُّفق على تخفيف حدة الهجوم الإعلامي وعدم المبالغة في استفزاز أحدهما للآخر. إلا أن التدقيق يبرز عدم التزام قواتي على هذا المستوى، فموقع القوات الإلكتروني يواصل نشر مقالات وأخبار العونيين السابقين المنضوين تحت لواء 14 آذار، ويواظبون بشكل شبه يومي على مهاجمة التيار الوطني الحر كإيلي محفوض والياس الزغبي ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام أبو جمرة. واللافت أن موقع القوات يتابع نشره لكل تصريحاتهم من جهة، ويسمح لزوار معراب بإلقاء الكلمات المنددة بتحركات عون من جهة أخرى. مع العلم أن محفوض وأصدقاءه فشلوا في تكوين حالة سياسية أو إعلامية أو أمنية مماثلة لحالة الحنون وأصدقائه، وهم عجزوا عن استفزاز الرابية أو توتيرها كما فعل الحنون وأصدقاؤه. ولا شك بالتالي، يقول أحد المطلعين، أن طلب تغييب الحنون من جهة معراب لم يقابله طلب تغييب محفوض من جهة الرابية. في ظل تأكيد أحد المسؤولين العونيين الأساسيين في هذا الملف أن المطلوب اليوم الانتقال من حالة العداء السلبية إلى حالة البحث عن حلول إيجابية، بدل الاكتفاء بـ»عَلْك» الاتهامات نفسها. فالأهم من نبش القبور هو الاتفاق على رئيس جمهورية وقانون انتخابات. وهو ما يبدو صحيحاً طبعاً، مع الأخذ بالاعتبار وجود فارق كبير في أداء الفريقين يتجسد بعدم إحاطة التيار بجميع التفاصيل مقابل حرص القوات على مراكمة المكتسبات دون إسقاط «جماعتها» في منتصف الطريق.