IMLebanon

الحريري وباسيل لغة ملتبسة تستحضرالحوار

 

 

 

ماذا يعني قول الرئىس الحريري انه متفائل بحذر وانه في اليومين المقبلين «سنحسم الامور بشأن تأليف الحكومة»؟

 

الجواب ببساطة ان المشاورات والمفاوضات التي اجراها مع باسيل وجعجع في باريس لم تنته الى نتائج حاسمة وان ثمة حاجة الى ما يمكن وصفه بالمزيد من تدوير الزوايا لتشكيل الحكومة.

 

بعد ساعات قليلة على عودته من باريس ابلغ الحريري الرئىس بري في اتصال هاتفي بادر الثاني الى اجرائه بأن الحل لم يكتمل وانه يحتاج الى يومين او ثلاثة لتأكيد النتيجة حول تأليف الحكومة.

 

ولم يدخل الرجلان في التفاصيل لكنهما تطرقا الى المسائل الاساسية المتصلة بالعقد او العقبات التي حالت وتحول دون ولادة الحكومة، وسمع احد الزوار من رئىس المجلس يقول «ان القضية لم تنته بعد وهناك حاجة لانتظار يومين او ثلاثة».

 

وعندما بشّر بري الاسبوع الماضي بأجواء تفاؤلية حرص اكثر من مرة امام الاعلاميين ثم النواب على ان ينسب هذه الاجواء الى ما سمعه من الرئىس الحريري في لقائهما الاخير في عين التينة.

 

وقيل ان رئىس الحكومة المكلف لم يأت الى مقر الرئاسة الثانية بهذا التفاؤل النسبي الا بعد ان سمع او انتج اجتماعه قبل يوم مع الوزير باسيل مناخا تفاؤليا نسبيا.

 

لكن رئىس التيار الوطني الحر لم يعط اية اشارات في حينه، الامر الذي اوجب الحذر حكما حصل في مرات سابقة حين وصلت اللقمة الى الفم ولم يطرأ اي شيء ايجابي على الازمة.

 

وبعد مشاورات باريس نقل عن لسانه «اننا نقترب من الحسم» دون ان يفصح عن مسار هذا الحسم او ماهيته. وذهب البعض الى القول انه تحدث عن حل يقضي بالقبول ان يكون الوزير السني الذي سيعطى من حصة رئىس الجمهورية ممثلا للقاء التشاوري في الحكومة من دون معوقات او شروط لكن مثل هذا الكلام بقي في إطار الاستنتاج اكثر مما هو اعتراف مباشر وصريح بهذا الحل.

 

ووفقا للمعلومات التي تسربت في الثماني والاربعين ساعة الماضية فإن صيغة الثلاث عشرات في الحكومة لم تحسم نهائىا ما جعل ويجعل الرئىس الحريري متفائلا بحذر.

 

وتردد ان هناك اشكالية في النتائج التي انتهت اليها مفاوضات باريس، وان باسيل طالب بإعادة توزيع بعض الحقائب لما سماه التعويض على تنازل رئىس الجمهورية والتيار الوطني الحر عن الثلث المعطل، او بأن يكون تمثيل الوزير السني تمثيلا مركبا بحيث يكون ممثلا للقاء التشاوري ومستلزماته وفي الوقت نفسه محسوباً من وزراء الرئيس عون.

 

وبطبيعة الحال فان مثل هذه الصيغة المركبة والملتبسة تتناقض مع مطلب اللقاء التشاوري الذي يتمسك بان يكون الوزير السني ممثلاً للقاء حصراً وملتزماً بمواقفه وقراراته.

 

وتضيف المعلومات ان هذه الاجواء الضبابية جعلت اللقاء غير مطمئن للنتائج التي سجلت في الايام الاخيرة خصوصاً انه لم يتلق اي اتصال مباشر او معلومة جديدة حول عقدة تمثيله.

 

اما في ما يتعلق بطلب باسيل اعادة توزيع بعض الحقائب فان المسألة تكاد تشبه الاحجية او من يرفع مهر العروسة ليبرر رغبته بعدم تزويجها. فمجرد مطالبته بوزارة البيئة واصراره على ان تكون من حصته تعني انه يسعى الى خربطة جهد سابق انتج توزيع عدد من الحقائب على الافرقاء وتحديداً «امل» و«القوات» والحزب التقدمي الاشتراكي.

 

ويقال في هذا المجال ان الرئيس الحريري وعد او تكفل بمعالجة هذه المسألة اذا ما تم حل عقدة تمثيل اللقاء التشاوري بشكل حاسم، لكن المعلومات التي توافرت في الساعات الماضية تشير الى ان هذه المسألة لم يتوضح حلها ولم تزل قيد التفاوض ايضاً.

 

ووفقاً لمصدر سياسي بارز فان الكلام عن حسم قريب او اجواء تفاؤلية مشوبة بالحذر مصدره الرئيس الحريري وباسيل، وان باقي الاطراف تفضل انتظار الحل الناجز للعقدة الاساسية اي عقدة تمثيل اللقاء التشاوري التي لا تقبل اللبس او التأويل والتي تفرض اولاً واخيراً الغاء الثلث المعطل من قاموس الحكومة الجديدة.