IMLebanon

«حزب الله» يعرف ما لا يعرفه سواه؟!

 

الذين يعولون على الحوار الداخلي والتفاهمات الاقليمية ليسوا كثرة، لان من يؤمن بالحوار الداخلي والتفاهمات الاقليمية قلة تعرف انها «واقعية  قياسا على ما هو معاش في الداخل والخارج»، اضافة الى ان الذين لم يؤمنوا مرة بــ «حوار الطرشان» هم الكثرة المسيطرة على قرار السلاح المتفلت من مراقبة السلطة وقرارها السياسي وهؤلاء وان لم يدلوا باصواتهم فانهم يعرفون انهم يتحدثون عن صعوبات مرتقبة اين منها الحال الصعبة السائدة؟!

من حيث المبدأ فان الامور السياسية لا تقاس بالنيات، وهذا غير وارد بالنسبة الى الذين يتحكمون  بقرار الدولة، لان الجيش هو من يدفع ضريبة الدم والوطنية في وقت واحد، هذا في حال كانت رغبة بالقول ان «الضرورة  لا محل لها في قاموس الدولة باستثناء ما تردد عن رغبة في التشريع من دون التوقف عند رأي الاكثرية التي تفهم ما عليها فهمه بعكس الاقلية المستعدة دائما لان تلبط برجلها كل ما لا يناسبها!

واذا كان من مجال لقول كلمة حق في ما يتردد من كلام على الحوار وعلى النيات، فان المعنيين يدركون  مسبقا ماذا تعني كلمة حوار من المنظار السياسي الذي ينطلق من مصالح اين منها المصلحة العامة، فيما المصلحة الخاصة هي المسيطرة على القرار الذي يتخذ بقوة السلاح، وهذه القوة محسوبة بدقة متناهية  اين منها مصالح الاشخاص واولئك الذين لا تعني لهم الدولة شيئا باستثناء ما يصب في ما هم بصدده، لاسيما ان علاقاتهم مفضوحة ومعروفة من دون حاجة الى شهود؟

قد يكون من  سابق اوانه اللعب على الالفاظ وعلى ما هو مرتقب من نتائج لهذا الحوار او ذاك، حيث هناك سباق بين من بوسعه تسيير الامور في خدمة مصالحه، وهذا الشيء محسوب على اساس الخدمات التي تسحب من تحت بساط الدولة لما فيه مصلحة دولة اخرى اقليمية او دولية – خارجية طالما ان النتائج هي التي تتحكم بالقرار النهائي في مسودة البيان الختامي الذي يقال عنه مسبقا انه قرار اللاقرار الذي ليس بوسع احد التحكم فيه، الا في حال تغيرت النظرة الى الامور والقضايا العامة؟!

هذا الكلام له علاقة مباشرة وواضحة بالنسبة الى حوار المستقبل وحزب الله كذلك الى حوار التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية، حيث من المستحيل على اي كان ان يفهم الى اين وصل التشاور، او ماذا حققوا بعد طول تحاور، وهل بوسع مطلق انسان القول عن الحوارين انهما قد يؤديان الى ما يفهم منه ان رئاسة الجمهورية مثلا هي حال ملحة ليستقيم القرار الوطني وتستقيم معه القضايا التي تهم الغالبية العظمى من اللبنانيين  الذين يتطلعون الى غد افضل من كل ما سبق من ظروف مقلقة؟!

من المهم، في المقابل،  ان تكون النيات سليمة،  لتوقع الوصول الى مفهوم جيد للحوار لارساء روح الاعتدال والتفاهم قبل العودة مجددا الى استخدام عبارات التحدي، لاسيما ان مجالات التواصل تقارب الصفر، طبعا بعد الخوض في الشكليات والمجاملات، من مثل ما هو حاصل على هامش كل جلسة  حوارية وما بين كل جلستين مما يقال للايحاء بان «الامور ماشية»، فيما يؤكد الواقع المعيوش عكس ذلك تماما، حيث لكل واحد اطلاقة تؤكد التباعد وليس التفاهم على نقطة وفاصلة (…)

اخر ما طلع به نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاسبوع الفائت، قوله «اذا اردتم حلا رئاسيا فعون موجود وحاضر»، مع ما يعنيه ذلك من قطع مسبق لطريق الحوار بين عون وجعجع، مشددا (قاسم) على ان «من كان لا يزال يراهن على المتغيرات الخارجية وعلى الاتفاق النووي الايراني – الاميركي لانجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان يتعب نفسه ويضيع وقته».

هذا الكلام «ملغوم» لعدة اعتبارات في مقدمها ان المقصود من اعلان حزب الله يتعارض مع ما هو قائم، حيث لن يكون بوسع الجنرال الوصول الى بعبدا طالما بقي «الحكيم» مرشحا. كذلك هناك من يفهم ان الحزب يعرف وقيادته تعرف ان لا مجال امام عون ليكون رئيسا، بقدر ما على السامع ان يفهم ان الحزب عندما ينادي بعون رئيسا فانه يقطع عليه الطريق واي تبرير اخر او تفسير فلن يكون له محل في اعراب الرئاسة الاولى، التي ستبقى ضائعة بين مرشحين استفزازيين من المستحيل ان يكسر احدهما الاخر في المدى المنظور الذي لا يقدر بثمن سياسي حواري او لعب على الالفاظ؟!