IMLebanon

كيف يُنجد «حزب الله» عون؟

بعد التعبئة الاعلامية التي أوحَت من خلالها تحركات كوادر «التيار الوطني الحر» أنّ ردة الفعل إزاء التمديد للعسكريين ستُشكّل قنبلة مدوية، وبعد تسريبات نواب تكتل «التغيير والإصلاح» ووزرائه التي أوحَت بدورها أنّ قنبلة موقوتة سيُفجّرها العماد ميشال عون بعد الاجتماع الاستثنائي لتكتله، فوجئ اللبنانيون بأنّ موقف عون لم يكن سوى قنبلة دخانية لم تحمل جديداً.

من دون كلَل، كرّر عون تهديداته بالنزول الى الشارع، فيما أخذ عليه خصومه «انشغاله عن القضايا الحياتية التي تقضّ مضاجع الناس كالنفايات والكهرباء، وإصراره على إلهاء الجيش في مناوشات داخلية فيما هو مُنشغل في محاربة الارهاب على الحدود».

ويشكّك خصوم عون بإمكان نجاحه في «استدراج الجيش الى مواجهة مع مناصري التيار في الشارع، على رغم مغازلة الجنرال حليفه «حزب الله»، بتعظيم حمايته للمسيحيين، الأمر الذي يفسّر بأنه طلب من الحزب لنجدة عون في هذه المعركة المسدودة الأفق، إذ انّ الحزب يسير وفق أجندته وحساباته وليس وفق أجندة حليفه».

توقيت سيّئ

في الشكل، لم يختر عون التوقيت الملائم، إذ إنّ قضايا أساسية أهمّ تطغى على اولويات الحزب، منها على سبيل المثال لا الحصر:

في الاسباب المرحلية

1 – وصول وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى لبنان. ومن الطبيعي ان يُهيّئ الحزب لهذه الزيارة أجواء داخلية مستقرة، أقلّه مرحلياً.

2 – الحزب ليس معنياً بالصدام مع أي مكوّن داخلي الآن، وهو أصلاً مُنهمك في حربه في سوريا، ولن ينجرّ الى فتح جبهات داخلية تُضعفه وتخسّره حربه الوجودية.

3 – يحرص «حزب الله» على استمرار حالة تبريد الاجواء بينه وبين السنّة ومواصلة الحوار مع «تيار المستقبل»، وبالتالي لا يرى مصلحة له في دعم عون عملياً ومواجهة «المستقبل».

4 – يتمسّك الحزب بثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، وهو صنّف الجيش اللبناني ركيزة أساسية فيها. وبالتالي، لن يفكّك ثوابته ويدخل في مواجهة مع الجيش من اجل حسابات حليفه الشخصية.

5 – ليس خفياً أنّ الحزب يعتبر الحكومة خطاً أحمر، والاستقرار خطاً أحمر، وانّ النزول الى الشارع مُضرّ ولا يفيد في شيء. وهذا ما أبلغه الحزب الى الجنرال.

بالإضافة إلى تلك الاسباب، يبقى أنّ تأجيل تسريح القادة العسكريين لم يكن ليمرّ من دون موافقة «حزب الله» وبالتالي فهو لا يشاطر عون موقفه الرافض للتمديد، على رغم أن الحزب قد حال دون التمديد للواء أشرف ريفي في مديرية قوى الأمن الداخلي، الأمر الذي يُحتّم على عون إعادة النظر ومراجعة حساباته والجواب على سؤال مُحيّر: «كيف سيُنجد «حزب الله» الجنرال؟».