IMLebanon

هل يتدخل حزب الله في معركة زحلة؟

تحوّل الحديث عن انتخابات بلدية زحلة المنتظرة في الثامن من ايار المقبل، الى معركة لا تخلو من كسر العظم، وسوف تتوزع هذه المعركة، على ثلاثة محاور مدشمة جيداً.

– المحور الاول برئاسة المهندس اسعد زغيب، الذي تلتف حوله الاحزاب المسيحية، لا سيما التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، ويحظى زغيب على المستوى الشخصي بحيثية شعبية، جعلته يخرق لائحة «الكتلة الشعبية» عام 2010 مسجلاً رقما عالياً.

– المحور الثاني حيث يقف القطب الكاثوليكي النائب نقولا فتوش وشقيقه بيار اللذين تصعب مواجهتهما في المدينة، وهما شكلا لائحة قوية برئاسة شقيقهما موسى فتوش.

– المحور الثالث حيث تقف رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف عقيلة الوزير الراحل الياس سكاف، والتي تتحضر لخوض مواجهة للحفاظ على الخصوصية الزحلية.

هذه المحاور التي تشكلت، لحظة انهيار كل امكانات التوافق، بين سكاف والاحزاب، وبين فتوش والاحزاب، واقل ما يقال في معركة انتخابات بلدية زحلة، انها لتظهير الاحجام وتكبيرها، استعداداً للانتخابات النيابية التي قد تحصل في يوم من الايام.

كعادتها مدينة زحلة، تدخل مسرعة الى دائرة الضوء والاهتمام اللبناني والاقليمي، في اي استحقاق، او في المحطات المهمة من تاريخ لبنان، فلا تستطيع ان تخرج من هذه الدائرة، وهذا قدرها وتاريخها منذ عشرات السنين، لنشأتها على هذا المنحدر الاستراتيجي بين جبل لبنان والسهل المجاور لسوريا واستحقاق الانتخابات البلدية القادم، تجد زحلة نفسها ضمن هذا المسار التاريخي والجغرافي، فيعيش ابناؤها قلقاً مما يحاك لها وعليها عبر صندوق الاقتراع، لم يعد لاختيار مجلس بلدي جديد، بل اصبحت معركة مصيرية للتنازع والفوز بقرارها وبقائها على هذا المنحدر، فيقف ابن هذه المدينة مستغرباً، دخول مدينته في «التوب فايف» المدن التي ستكون فيها معارك انتخابية قوية. وباتت هذه الانتخابات تشبه كل شيء الا الانتخابات الديموقراطية، واصبح فيها كل شيء مباحاً من اسلحة مدمرة، سيكون لسلاح المال القوة الامثل في ارجحية لهذا او ذاك.

ففي المدينة آراء شعبية متباينة، منها من يرفض مصادرة قرار المدينة عبر بوابة البلدية، على يد زحف سواء كان من الجبل او السهل، ومنها من يخشى من مشاريع تطال واقع المدينة الديموغرافي، وزادت زيارات الوفود الفرنسية، ومن ثم زيارة الرئيس الفرنسي الى «الدلهمية» حيث توجد مخيمات للنازحين السوريين، خشية ابناء زحلة، منها من يعتبر ان محازبي التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، هم من ابناء المدينة وعائلاتها، فلماذا القول ان الاحزاب المارونية قادمة الى زحلة لمصادرة قرارها، واقفال البيوتات السياسية، وهناك من يدعو رأس الكنيسة الكاثوليكية في انطاكيا وسائر المشرق للتدخل المباشر في مدينة الكثلكة في الشرق لتجنيبها معارك كسر العظم، مع اننا ندرك ان الكنيسة لا تتدخل في هكذا امور وانها على مسافة واحدة من الجميع، لكن اهمية زحلة وأهلها، تتطلب تجاوز بعض المحظور من اجل الحفاظ على نسيجها الاجتماعي المتنوع، لان الماكينات الانتخابية انطلقت بقوة، وبدأت العمل ميدانياً لجهة اتمام كل الاجراءات ومستلزمات المواجهة.

من جهة اخرى، جميع القوى الزحلية تنتظر موقف حزب الله الذي سيتخذه، والذي يمتلك كتلة ناخبة توازي ناخبي أكبر كتلة سياسية في المدينة، وكتلة حزب الله موزعة على احياء الكرك – المعلقة – حوش الامراء – الكرمة، لكن علمنا من مصادر قريبة من حزب الله، انه لن يتدخل في لعبة زحلة الداخلية، لكنه يصرّ على إيلاء الاحياء المذكورة، اهتماماً كبيراً لا بل مضاعف لجهة توزيع الانماء بالتوازي مع الاحياء الاخرى وهذا الامر يجب على اي مجلس بلدي جديد، ان يأخذ هذه المطالب بعين الاعتبار وشددت المصادر القريبة من حزب الله، ان الحزب يتطلع الى استقرار المنطقة والحفاظ على وحدتها وعلى سلمها الاهلي، وتعزيز اواصر التلاقي بين ابنائها، وجميع اللبنانيين.