IMLebanon

هل تكفي توضيحات برّي بشأن القرار 1701 لردم هواجس «المستقبل»؟

«الحوار الصعب» أمام اختبار مفصلي اليوم بعد سقوط «قواعد الاشتباك»

هل تكفي توضيحات برّي بشأن القرار 1701 لردم هواجس «المستقبل»؟

يعود وفدا تيار «المستقبل» و«حزب الله» إلى طاولة الحوار في جلسة خامسة اليوم على وقع التداعيات المقلقة التي خلفتها عمليتا القنيطرة ومزارع شبعا، وسط تزايد المخاوف من أن يترك ما جرى، وتحديداً بعد المواقف النارية التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله حول خروجه عن قواعد الاشتباك مع إسرائيل، بارتداداته المباشرة على هذا الحوار، وإن كانت الملفات الخلافية بين الفريقين قد جرى استثناؤها من الحوار، لكن بالتأكيد فإن عمليات إطلاق النار والقذائف الصاروخية، قبل وأثناء وبعد خطاب نصر الله في أجواء العاصمة بيروت وضواحيها وما خلفته من أضرار مادية وحالات خوف لدى الأهالي، ستتم إثارتها من قبل وفد «المستقبل» الذي ينظر بسلبية إلى هذه التصرفات والممارسات الميليشياوية التي تتكرر مع كل خطاب لنصرالله، كما قال لـ «اللواء» مصدر نيابي بارز في تيار «المستقبل»، مشيراً إلى أنه بعد الذي جرى الأسبوع الماضي، فإن الحوار لن يكون بالتأكيد مريحاً وسيزداد صعوبة وتعقيداً، بالرغم من الحاجة إليه في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد ولمواجهة الاستحقاقات الخطيرة التي ينتظرها لبنان وعدم إعطاء إسرائيل ذريعة للاعتداء على لبنان، خاصة وأن مقتضيات الحوار تتطلب التزاماً من جميع أطرافه بإنجاحه وتحقيق الغاية المرجوة منه، لا أن يكون مصيره كمصير جلسات الحوار السابقة التي لم يظهر «حزب الله» التزاماً واضحاً بقراراتها، والتي كان آخرها «إعلان بعبدا»، الذي أكد على سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، من دون أن يلقى آذاناً صاغية من الحزب الذي انقلب عليه بإصراره على التدخل في الصراع السوري وما جره من ويلات ومآس على لبنان.

ويشدد المصدر على أن كلام السيد حسن نصرالله الأخير لا يُطمئن ويرخي بظلال من الشك على الحوار الجاري بين «المستقبل» و«حزب الله»، فأي حوار هذا الذي يجري على وقع تغيير قواعد الاشتباك التي أرساها القرار 1701 الذي يشكل مصدر حماية للبنان من اعتداءات إسرائيل، وبالتالي فإن هذا الحوار يفقد مصداقيته طالما أن هناك من لا يتعامل معه بالجدية المطلوبة ويتخذ قرارات مصيرية تتعلق بالحرب والسلم من جهة واحدة، من دون أن يكون للدولة اللبنانية أي رأي فيها، مشيرة إلى أن «حزب الله» مطالب، بعد الذي جرى، باتخاذ خطوات تطمئن اللبنانيين وتؤكد حرصه على ترسيخ دعائم الأمن والسلم الأهلي، بما يساعد على إنجاح الحوار وتحقيق مبتغاه في نزع السلاح غير الشرعي، ليس من بيروت بل من كل المناطق للتخفيف من معاناة اللبنانيين الذين عانوا كثيراً من تفلت هذا السلاح على مدى السنوات الماضية.

وبرأي المصدر النيابي نفسه، فإن جلسة الحوار اليوم ستكون على قدر كبير من الأهمية، كونها تأتي بعد تطورات أمنية بالغة الخطورة فتحت الباب أمام سيل من الأسئلة المقلقة الموجهة إلى «حزب الله» بعد تأكيد أمينه العام خروجه عن قواعد الاشتباك التي نص عليها القرار 1701، وبالتالي فإن الحزب مطالب بالإجابة عن هذه الأسئلة بما يريح اللبنانيين ويطمئنهم على حاضرهم وغدهم، بعد الحديث عن توحد الساحات بما يعني ربط لبنان بالمحاور الإقليمية، بالتوازي مع الدخول الإيراني القوي على خط الصراع اللبناني الإسرائيلي وتأكيد المسؤولين الإيرانيين على استمرار دعم «حزب الله» في حربه مع إسرائيل وإمداده بالسلاح، فيما المطلوب أن يكون هذا الدعم لمصلحة الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية، مشدداً على أن الأمر لا يجب أن يقتصر فقط على إجراءات أمنية شكلية كإزالة الشعارات الحزبية، هذا إذا حصلت، بل لا بد من أن تكون هناك خطوات أكثر جدية لإظهار مدى احترام الطرف الآخر لجلسات الحوار واستعداده لأن يقرن القول بالفعل وكي لا تبقى مقررات الحوار حبراً على ورق ويشعر اللبنانيون بأن هناك التزاماً بما يتم التوافق عليه في جلسات الحوار، وأن يصار إلى وضع مصلحة البلد فوق مصالح الآخرين وألا تستخدم الساحة الداخلية كورقة ضغط على طاولة المفاوضات بين الإيرانيين والمجتمع الغربي بشأن الملف النووي، كما هو حاصل الآن، حيث أن إيران لا تتردد في استخدام لبنان صندوقة بريد لإيصال رسائلها إلى الولايات المتحدة والدول الغربية على حساب لبنان وشعبه.