IMLebanon

هل تصبح السيدة الأولى السيّد الاول؟!

العالم كله مشغول بالانتخابات الاميركية، وهذا طبيعي، فالولايات المتحدة هي الدولة الأعظم والأكبر والأقوى في العالم، والأكيد أنّ كلاً من المرشحين لديه برنامج عمل خاض المعركة على أساسه في بلد نظامه رئاسي بامتياز، ولكن علينا ألاّ نتأثر كثيراً بدور الرئيس في القرارات الحاسمة، وعلى سبيل المثال القرار الذي اتخذه الكونغرس بشأن السعودية ألغاه الرئيس أوباما، ولكن الكونغرس أصرّ عليه وأسقط قرار الرئيس… وتبيّـن أنّ المخابرات هي صاحبة القرار النافذ.

وهذه نقطة تسجّل بالرغم من أنّ النظام رئاسي، وفي النتيجة هذا شأن أميركي ولا بد من التوقف عنده بسبب تأثيره على عالمنا… لأنه من أسفٍ، ومنذ نكبة فلسطين وحتى يومنا هذا، فإنّ الموقف الاميركي إزاء منطقتنا قائم على قاعدة أنّ إسرائيل هي النجمة الثالثة والخمسين في العلم الاميركي، أو الولاية الاميركية الثالثة والخمسين.

مشكلتنا الحقيقية مع أي رئيس أميركي هي انحيازه الكامل الى إسرائيل، وبالمقارنة بين جورج بوش الابن وبين أوباما هي أنّ الأوّل أطاح العراق وقدّمه هدية الى إيران، والثاني (وعلى أسوأ) أضاف الى الهدية الأولى هدية ثانية ثلاثية لإيران وهي: سوريا ولبنان واليمن، وذلك بدعوى أنه لا يريد توريط أميركا في الحروب.

وللتذكير فإنّ في أيام بوش سقط الاتحاد السوڤياتي… وفي أيام أوباما عادت موسكو (مع روسيا) الى دور كبير… واليوم أي دور أو قرار يتخذ في سوريا فإنّه يجب أن يمر في موسكو، وسبب ذلك مخطط كيسنجر القائم على ثلاثة بنود:

البند الأول: إنهاء الجيوش العربية بدءًا من تحييد الجيش المصري، ثم إلغاء الجيش العراقي في أول قرار اتخذ بعد الغزو، واليوم إنهاء الجيش السوري والجيش اليمني والجيش الليبي.

البند الثاني: المجيء بالخميني من أجل الفتنة السنية – الشيعية، وهذا هو الحاصل اليوم في سوريا والعراق واليمن ولبنان الخ…

والبند الثالث: تدمير الاقتصاد العربي… وكل البترو دولار الذي تحوّل الى مدخرات في المصارف الغربية لن يكفي لإعادة إعمار البلدان العربية التي دمرتها الحروب… أضف الى ذلك رفع أسعار النفط الى 120 دولاراً للبرميل ثم خفضه الى 35 دولاراً!

هؤلاء هم حكام الولايات المتحدة الاميركية، لذلك نستغرب أنْ يكون بعض العرب متحمّساً لهذا المرشح أو لهذه المرشحة.

عوني الكعكي