IMLebanon

القدس.. وحكاية المزارع والحمار!

 

خطابات وزراء الخارجية العرب، والبيان الصادر عن الجامعة العربية حول القدس، كانت أشبه بقنابل صوتية، لا أثر لها على الواقع، ودون مستوى التحدّي المصيري الذي انطوى عليه قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة.

من المؤسف القول فعلاً أن الدول الأوروبية، والعديد من البلدان الآسيوية والأفريقية، قد سبقت في مواقفها الحازمة الدول العربية، التي ما زالت مواقفها أسيرة التردد والخجل، واكتفت بالتصريحات الكلامية الببغائية، من دون اتخاذ أي خطوات عملية على الأرض.

هذه الحالة المحزنة تذكرني بحكاية المزارع والحمار، حيث دخل الأخير مزرعة الأول، وأخذ يأكل الزرع والثمر، فهرع المزارع يصرخ عليه ليخرج، فلم يكترث الحمار لصراخ صاحب المزرعة، الذي أحضر يافطات في اليوم التالي وجمهرة من سكان القرية لمعاونته على طرد الحمار من مزرعته، فلم تنفع تظاهرة الجيران ولا اليافطات، فأحضر في اليوم الثالث نموذجاً على شكل حمار وأحرقه أمام غريمه المستغرق في استباحة مزرعته، فلم يأبه الحمار العنيد بالنيران المفتعلة! عندها استعان المزارع بأحد مربي الحمير في القرية ليتفاوض مع الحمار على إعطائه جزءاً من المزرعة ويترك الباقي لصاحبها.

فبادره الوسيط بعرض ربع المزرعة… ثم النصف… ولكن الحمار لم يهتم بالمفاوضات وبقي يتجوّل في المزرعة، ويأكل ما طاب له من ثمارها، وفجأة توقف عند طرف المزرعة، فصرخ المزارع: هذه حدود حصته. ولكن الحمار سرعان ما اجتاح الحاجز الذي حاول صاحب المزرعة وضعه، وعاد يتجوّل في طول المزرعة وعرضها، والأهالي محتارون بأمره!

وفجأة خرج من جموع الأهالي طفل يحمل عصاً رفيعة، فاقترب من الحمار وضربه على قفاه، فما كان من الأخير إلا أن غادر المزرعة راكضاً!

كرروا قراءة هذه الحكاية.. ولكن رجاء بدون تعليق!!