IMLebanon

رحلة الرئاسة بدأت  

الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى بنشعي كانت الخطوة الأولى التي بدأت بتحريك الملف الرئاسي الذي كان مجمّداً بين التصريحات المتتالية ابتداءً بالسيّد حسن نصرالله الى الشيخ نعيم قاسم إذ لم تكن تمر مناسبة (وحتى من دون مناسبة) إلاّ وتصدر التصريحات عن أنّ العماد ميشال عون هو «الممر الإلزامي» للرئاسة، في وقت كان نواب «حزب الله» يقاطعون جلسات مجلس النواب الرئاسية الثلاث والاربعين كلها.

لا شك في أنّ هذه الزيارة كانت أكثر من مهمة لأنّ هذا التأزّم يجب حلحلته، وبكل تواضع يمكننا القول إنّ الرئيس الحريري كان مقداماً بالنسبة الى تحريك هذا الملف بالرغم من أنه حاول غير مرّة، إن كان عندما بدأ مع الجنرال عون ثم مع الدكتور سمير جعجع ثم مع الوزير سليمان فرنجية.

ولا بد هنا من الإشارة الى أنّ الموقف الذي اتخذه الدكتور سمير جعجع من معراب بترشيحه الجنرال عون قلب المقاييس كلها… إذ أصبح الجنرال عون يتمتع بأكثرية مسيحية وازنة وصريحة وواضحة لا ينافسه فيها أي مرشح آخر.

صحيح أننا اليوم في الجلسة الخامسة والاربعين، وصحيح أنه يتوجّب على النواب التوجّه الى مجلس النواب لممارسة الحق الدستوري والشرعي وأيضاً الواجب الوطني بانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن يبدو أنّ الأمور تحتاج الى مزيد من التشاور وإلى ترتيبات إضافية، ولكن، هذه المرّة، نرى أنّ الجلسة التالية لا بدّ من أن تكون حاسمة.

ونعود ونكرر قولنا إنّ رحلة الرئاسة ولأوّل مرّة منذ الجلسة الأولى أخذت، اليوم، منحى جدياً وحقيقياً، ولكن يبقى القول إنّه عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.

فلننتظر لنرى ترجمة التصريحات حيث أنّ الجلسة المقبلة ستكون حاسمة، ولنرى ما إذا كانت الأقوال ستترجم أفعالاً.

فلننتظر.

وفي أي حال يجب التذكير بأنّ القاعدة المعتمدة بالقبول بالرئيس نبيه بري في رئاسة مجلس النواب، وكما أنّ الرئيس سعد الحريري يجب أن يكون هو الشخص الطبيعي في رئاسة الحكومة، فهكذا أيضاً يجب أن يكون العماد عون في رئاسة الجمهورية.