IMLebanon

مملكة الخير وإمبراطورية الشر  

 

إذا بدأنا بتعداد التقديمات والمساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية الى لبنان منذ بداية الحرب، ولو شئنا أن نذهب الى أبعد، لكنّا بحاجة الى مجلدات.

 

الأهم من هذا وذاك أنّ هذه التقديمات كلها من دون أي مصالح للمملكة في لبنان… أي أنها غير مشروطة على الإطلاق.

 

بداية من مؤتمر الرياض (١٩٧٥) أي منذ إنطلاق الحرب في لبنان، عقد إجتماع في الرياض للقمة العربية وما نتج عنها من تشكيل قوات الردع العربية، الى تقديمات مالية… ثم «إتفاق الطائف» الذي لولاه لما وضعت الحرب أوزارها، ولما كنا نعيش في ظل الاستقرار الذي ينعم به لبنان.

 

طبعاً لولا «حزب الله» وربط لبنان بإيران لكان لبنان بالتأكيد أفضل بكثير مما نحن عليه… والعجيب الغريب أنه في وقت نطالب السياح السعوديين وسائر الخليجيين والعرب بالمجيء الى لبنان، يبادر السيّد حسن نصرالله الى مبادرات تبعد هؤلاء عن لبنان خصوصاً أنّ صور الخامنئي والخميني تطالع الجميع خلال مغادرتهم المطار وكأننا في إيران… ولا يستطيع مواطن أن يعبّر عن الرأي برفض هذا الواقع لأنّ السلاح هو الذي يتكلم مع الأسف.

 

الى ذلك، أعلن السيّد حسن نصرالله أنه إذا حدث أي إعتداء على إيران فإنّ «حزب الله» لن يقف متفرجاً بل سيخوض الحرب الى جانب إيران، وهذا يعني إلغاءً لرئاسة الجمهورية وللحكومة ولمجلس النواب وهي الجهات المخوّلة إعلان الحرب وليس أي جهة أخرى.

 

والمصيبة الكبرى أنه بالرغم من الإعتداءات التي ينفذها السيّد نصرالله و»حزب الله» على السعودية، فإنّ المملكة لا تتوقف عن البحث عن كل ما يجعلها تسهم في مساعدة لبنان، وخصوصاً ما أعلن عنه أمس، رسمياً، في المملكة من دعم مالي للبنان بوديعة في المصرف المركزي وبشراء سندات خزينة من قِبَل المملكة، ما أدى الى ارتفاع أسعار سندات الخزينة اللبنانية، وهذا عنصر إيجابي افتقدناه من زمن غير قليل.

 

أما بالنسبة للزيارة المفاجئة الى المملكة العربية السعودية التي توجه بها الرئيس سعد الحريري، فلأنّ المملكة أرادت أن تبحث مع رئيس الحكومة الأوضاع اللبنانية الاقتصادية والمالية وكيفية مساعدة لبنان، وتوقيت الزيارة قد يؤدي الى لقاء بين الحريري ووزير خارجية أميركا مايك بومبيو الموجود في المملكة.

 

ثم انّ للزيارة مغزى خاص لجهة التضامن مع المملكة ازاء الإعتداء الايراني الأخير عليها عبر قصف منشأتي «أرامكو».

 

عوني الكعكي