IMLebanon

مصلحة اللبنانيين فوق كل اعتبار يا معالي الوزير

هل جبران باسيل هو وزير خارجية لبنان؟

لا شك في أنّ الموقف الذي اتخذه جبران باسيل وزير الخارجية اللبنانية في المؤتمر الذي عقد في القاهرة لوزراء خارجية الدول العربية والذي شاركت فيه معظم الدول العربية لاتخاذ قرار من إيران بالنسبة لحرق السفارة السعودية في طهران لا يزال الموقف الذي اتخذه الوزير جبران باسيل يثير ردود فعل سيّئة بالنسبة للبنان لأنّ معظم الدول العربية التي أدانت الموقف الإيراني لم تتقبّل أن يكون الموقف اللبناني هكذا خصوصاً أنّ الديبلوماسية اللبنانية هي تاريخياً مع الإجماع العربي، وهنا لا بد أن نتذكر الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة السابق الرئيس سليم الحص يوم غزا الرئيس العراقي صدّام حسين دولة الكويت، وكان أوّل موقف عربي يدين صدّام حسين هو الموقف اللبناني.

لم يكتفِ وزير الخارجية اللبنانية بارتكاب هذا الخطأ التاريخي في القاهرة بل يبدو أنه متمسّك بتكراره إذ طلب من سفير لبنان أن يأخذ موقفاً ضد 57 دولة في مؤتمر منظمة الدول الإسلامية التي أدانت حرق السفارة في طهران وقنصليتها في «مشهد»، واستمرار تدخل إيران في الشؤون الداخلية العربية… وهذا ما أعلنه مراراً وتكراراً المرشد الأعلى آية الله خامنئي وغيره من المسؤولين الايرانيين بقولهم إنّ العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين خاضعة لنفوذهم.

صحيح أنّ رئيس الحكومة قد أعلن من المؤتمر الاقتصادي في «دافوس» رفضه لموقف وزير خارجيته جبران باسيل… ولكن هذا لا يكفي.

أما الرئيس سعد الحريري، الذي يعلم خطورة موقف باسيل، فيخاف على مصالح اللبنانيين في المملكة العربية السعودية وفي دول مجلس التعاون الخليجي.

يا معالي الوزير أكثر من 200 ألف لبناني يعملون في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الامارات ودولة قطر ودولة البحرين والاقتصاد اللبناني يعتمد على التحويلات المالية التي يحوّلونها الى أهلهم والبالغ قيمتها أكثر من 6 مليارات دولار سنوياً أي 3/4 مجموع التحويلات الخارجية من اللبنانيين الى ذويهم في لبنان…

يا معالي الوزير مصلحة اللبنانيين أهم من مصلحتك الخاصة وحلفك الإلهي مع الحزب الإلهي.

يا معالي الوزير دورك وواجبك أن تمثل لبنان ومصالح اللبنانيين وليس مصلحة إيران ومصالحها.

يا معالي الوزير لبنان بلد عربي وليس بلداً إيرانياً.

يا معالي الوزير مصلحة لبنان مع أهله العرب وهو جزء لا يتجزأ منهم ولا علاقة ولا مصلحة له مع إيران ولا مع مشروع ولاية الفقيه ولا مع الفتنة بين أهل السُنّة والشيعة، وهذه هي المهمة التي تقوم بها جماعة ولاية الفقيه.