IMLebanon

رجل العام لبنانيا لـ2016

هو فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي وصل بعد صراع سياسي طويل حمله معه في الجيش في ضميره وفكره وممارسته العسكرية، ثم حمله في مشروع الانتقالية بعد انتهاء حكم الرئيس امين الجميل، ثم حمله طوال الوقت اثناء المنفى، وها هو قد وصل في سن الـ 81، وليس هدفه الوصول، بل هدفه تنفيذ المشروع الذي يحمله وهو مشروع التغيير والإصلاح.

الناس تنتظر التغيير والإصلاح في عهد الرئيس العماد ميشال عون، ويبدو ان العماد ميشال عون أعطاه الله الصحة والعافية ليعمل بعمر 81 سنة مثل الشباب، فاذ هو يضطلع على كل الأمور ويستقبل القضاة والسلك العسكري والاجهزة والمؤسسات الرقابية ويقول كلاما صريحا عن مرحلة جديدة، ويركز على بناء المؤسسات، ولن تمضي 6 اشهر الا وسيشعر اللبناني ان المؤسسات الرقابية بدأت عملها جديا، لان الرئيس العماد ميشال عون لا يعتبر الوصول هدفا الى رئاسة الجمهورية، بل يعتبر ان الوصول الى رئاسة الجمهورية هو وسيلة لتنفيذ المشروع، مشروع التغيير والإصلاح.

انه الرئيس الماروني القوي، رئيس اكبر كتلة مسيحية، والزعيم الماروني المشبع بمارونية عميقة، والمؤمن جديا وفعلا وممارسة بالله وبالسيد المسيح، وبالسيدة العذراء والقديسين، وهو يمارس الصلاة، وهذا ما يعطيه صفاء الذهن والقدرة على العمل وعلى التعاطي مع الناس، لانه إضافة الى ايمانه بالله تعالى، فهو صاحب اخلاق إنسانية عالية. ما تعاطى مع انسان وكذب عليه، ما تعاطى مع انسان واحتقره، ما تعاطى مع الأعداء الا وكان ضمن الخطوط واصول آداب الكلام، واصول اللياقة، واصول التفاوض.

هو الرئيس العماد ميشال عون رجل العام 2016، الذي وصل الى الرئاسة بعناده، وثباته وصموده، مؤكدا انه طالما في لبنان ميثاقية على أساس ان يصل رئيس الأكثرية في طائفته، أي ان يصل الرئيس العماد ميشال عون. ولا يستطيع احد المزايدة على قوة الرئيس العماد ميشال عون مسيحيا ومارونيا، وهو في ذات الوقت محبوب من كل الناس، ومن كل الطوائف، وهو يعشق الجيش اللبناني، قام بتدريبه منذ ان كان قائد اللواء الثامن الى قيادة الجيش التي تولاها وهو في 48 من عمره ونال الاوسمة تلو الاوسمة وكان يتعاطى مع الملازم قائد الفصيلة ومرت عليه ظروف صعبة. وعندما دقت الساعة، وانسحب الجميع من تلة 888 وسوق الغرب صعد بجيشه الى جبهة سوق الغرب وواجه جحافل فلسطينية وسورية واشتراكية، لكن الفلسطينيين كانوا رأس الحربة في الهجوم. واستعمل وهو قائد اللواء الثامن المدفعية بدقة، فدمر مراكز المسلحين، وقام بحماية خط الدفاع في سوق الغرب. وليلة اختراق سوق الغرب من قوى فلسطينية، ومقتل الشهيد الملازم اول اشقر، نادى على الملازم اول اشقر فلم يجب، فنادى على الجهاز طالبا من العسكريين وقصف المركز العسكري الذي فيه الملازم اول اشقر، بعدما عرف انه تم قتله بالساطور. وابدعت المدفعية في اطلاق قذائفها، وصمد مقابل الاختراق، ثم عاد واسترجعه، وبذلك حمى قصر رئاسة الجمهورية، وبقي الرئيس امين الجميل في القصر الجمهوري، وليس كما حصل مع الرئيس الراحل سليمان فرنجية عندما ترك القصر الجمهوري واضطر للانتقال الى بلدة الكفور الى منزل صهره من آل الدحداح.

الرئيس العماد ميشال عون قيمة عسكرية، قيمة فكرية، قيمة بالمبادىء التي يؤمن بها، قيمة بالتعامل معه كانسان، قيمة في القيادة مع المواطن العادي يحاوره، ويلقي خطابا في 200 الف شخص ويقنعهم. عانى الظلم، فتم ابعاده 15 سنة دون وجه حق لانه كان يريد تعديل حرف في الطائف، ولم يقبلوا معه تعديل حرف واحد، فاعتبر القصة انها تتعلق بمستقبل لبنان، ومصلحة لبنان العليا، فلم يتراجع، الى ان شنّ الجيش السوري هجومه على بعبدا، بغطاء أميركي ورضى إسرائيلي. فاتصل السفير الفرنسي بالعماد ميشال عون طالبا منه المجيء الى السفارة الفرنسية، فقال له انني ادير المعارك فأصر السفير الفرنسي على العماد ميشال عون ليحضر. وأخيرا حضر الرئيس العماد ميشال عون الى السفارة الفرنسية، فقال له السفير الفرنسي ان فرنسا كدولة عظمى تطلب منك البقاء في السفارة وعدم العودة الى القصر، وقال له الرئيس العماد ميشال عون انني ادير معارك وعائلتي هناك، فقال له ستتولى فرنسا الاتصال بكل الأطراف لتوقيف اطلاق النار وإخراج عائلتك اما انت فيريدون قتلك ولن نسمح لك بالعودة، وهكذا بقي الرئيس العماد ميشال عون في السفارة الفرنسية.

لكن الرئيس العماد ميشال عون حقق في السنتين من رئاسة الحكومة أمورا عظيمة، منها تعزيز الجيش اللبناني بقوة ضد الميليشيات، وضرب الجيش السوري لأول مرة في تاريخ لبنان، ولا احد يتجرأ على ذلك، وقال انا صديق سوريا خارج الحدود اللبنانية، اما على الأراضي اللبنانية فاعترض على وجودها وادائها وسلوكها.

وسعى الرئيس العماد ميشال عون في الكونغرس الأميركي الى القرار 1959 وتم إنجازه في مجلس الامن، وعندما استشهد الرئيس رفيق الحريري، تم تطبيق القرار 1959 خلال شهر واحد.

في فرنسا حيث مارس دورات تدريبية عسكرية والضباط أصحابه وقفت إدارة شيراك ضده وحاصرته وكانت لا تريد مع 14 اذار ان يعود الى لبنان في 7 أيار 2005، لكنه عاد في 7 أيار بعد انسحاب آخر جندي سوري. وعندما قالوا له في لبنان بعد عودته عشية الانتخابات النيابية سنعطيك كوتا من 7 نواب فشعر بأنها إهانة لكرامته وكرامة اختيار الشعب اللبناني لممثليه، فقاد المعركة منفردا، وانتصر انتصارا كبيرا من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، وعلى مدى دورتين من الانتخابات، واختاره الشعب لانه لم يخضع للاقطاعيات وللمذهبيات ولقادة الطائفية والمذهبية وغيرها، ولأنه صاحب مشروع تغييري إصلاحي حقيقي، ولأنه الرئيس الماروني القوي او الأقوى على الساحة اللبنانية، اذ نال 19 نائبا مارونيا في كتلته، وهو رقم غير بسيط، والان وصل الى الرئاسة. والذي يراقب العماد ميشال عون يراه لا ينتظر الوقت بل يسبق الوقت، فهو استقبل القضاة وقال لهم كلاماً واضحاً، احكموا بالعدل ولا تخضعوا للسياسيين، واذا كانت لديكم مشاكل ارجعوا لي وابلغوني، ثم قدم قادة الجيش وقادة الأجهزة الولاء له، وعاد المركز الماروني الأول في رئاسة الجمهورية الى هيبته. وازدان قصر بعبدا بمغارة الميلاد، ذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) وكم عانى الرئيس العماد ميشال عون في صبره للوصول الى رئاسة الجمهورية، وكم عانى من حملات التيئيس ضده بأنه لن يصل، وبقي مؤمنا صامدا حتى وصل الى رئاسة الجمهورية. واعتذر من الوزير سليمان فرنجية، وكان اعتذاره على أساس انه الأقوى مارونيا ولديه 19 نائباً مارونياً وكتلة من 29 نائبا في تكتل التغيير والإصلاح. ولا يمكن المقارنة بين كتلة الوزير سليمان فرنجية وكتلة العماد ميشال عون، لذلك دعم حزب الله العماد عون وجمهوره الماروني المسيحي الواسع، وعدد نواب كتلته، إضافة الى الوفاء له بأنه سنة 2005 وقع ورقة تفاهم مع حزب الله، اضافة الى انه في حرب تموز وقف وقفة مع المقاومة، وقال لهم المهم ان تكونوا أقوياء عسكريا واتركوا الباقي السياسي علينا.

الرئيس العماد ميشال عون ليس هدفه الوصول بل هدفه تنفيذ مشروعه الإصلاح والتغيير وسنرى من الان وحتى 6 اشهر بداية تغيير، مع ان القرار القوي حتى الان ليس حل الازمة اللبنانية بل إدارة الازمة اللبنانية، ولكن بعد فراغ تشريعي وفراغ حكومي وفراغ رئاسي وصل الرجل القوي الماروني الرئيس العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وهو يحرك الدولة اللبنانية، ومرجع رئيس الحكومة ومرجع النواب في استشاراتهم، ومرجع المؤسسات الرقابية، والمؤسسات الدولية، سيكون في بعبدا لان قوة الرئيس العماد ميشال عون ستفرض ذلك، ولن يقف الرئيس سعد الحريري حجر عثرة في ممارسة إصلاحات رئيس الجمهورية، كذلك فان الرئيس العماد ميشال عون راغب في مساعدة الرئيس سعد الحريري، في اطلاق المشاريع وورشة الانماء والاعمار.

عام 2016 كانت نهاية الصمود لمعركة طويلة ربحها الرئيس العماد ميشال عون في سن الـ 81 سنة، فلتكن سنة النجاح له وللبنان، واعطاه الله الصحة والعافية والتوفيق ولعائلته الكريمة.

ولقد اخترناه على انه رجل لبنان عام 2016 لانه جابه صراعا دوليا مريرا ضده وكسر كل القرارات الدولية ووصل بإرادة لبنانية الى رئاسة الجمهورية، والعماد ميشال عون يستطيع ان يقف ويقول لست مدينا لاحد بالوصول الى رئاسة الجمهورية. كلكم لا تستطيعون الوصول الا انا قادر على الوصول وقد وصلت والقرار لبناني – لبناني، والجميع عرفوا ان قرار انتخاب الرئيس العماد ميشال عون هو قرار لبناني بحت، وان الرئيس سعد الحريري اتى الى الرئيس العماد ميشال عون وهو يعرف ان امامه صعوبات كثيرة، وليس من رجل كبير لبناني ماروني عريق، قادر على الحل الا الرئيس العماد ميشال عون فدعم ترشيحه، كذلك تحالف جعجع مع العماد ميشال عون، اعطى المسيحيين روحا معنوية كبيرة ولعب الدكتور سمير جعجع دورا كبيرا في إيصال العماد ميشال عون، لكن العماد ميشال عون ليس مدينا لاحد، الدكتور سمير جعجع يريد قطع الطريق على الوزير سليمان فرنجية، وصحيح انه ساهم في إيصال فخامة الرئيس ميشال عون، لكن الهدف الأول لم يكن انتخاب العماد ميشال عون بقدر ما هو قطع الطريق على الوزير سليمان فرنجية للوصول الى الرئاسة.

فلتكن سنة 2017 بداية عهد التغيير والاصلاح مع الرئيس العماد ميشال عون والتوفيق من الله والاتكال عليه دائما.

شارل أيوب