IMLebanon

لبنان المأزوم بين الجهل والتواطؤ

 

 

يستمر السباق المحموم بين التسوية والحرب المجنونة التي يشنها الاحتلال على غزة، في وقت تشتد المعلومات المتضاربة بين قبول من هنا ورفض من هناك، وشروط متناقضة، لتبقى حقيقة واحدة ثابتة وهي أن دماء الأبرياء لا تزال تُراق في القطاع المنكوب، كما لا يزال السفاح بنيامين نتانياهو ومجانينه في «كابينت الحرب» يزايد بعضهم على البعض الآخر، وفي وقتٍ لم يتمكن، بعد، تجو بايدن من إيجاد معادلة دعمه اللامسبوق للصهاينة ومصلحته كمرشحٍ لولاية رئاسية ثانية يبدو أنها مهدّدة بالحراك الطالبي الذي لم يسبق له مثيل في مختلف الجامعات الأميركية، والمنطلق من المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وقيام دولة فلسطينية حرة في الأراضي المحتلة، وهذا المطلب يشكل مادة خلاف جذري داخل مجتمع كيان الاحتلال، في حين يؤيده بقوة اليهود غير المنتمين الى الصهيونية، الى درجة ذهاب بعضهم الى رفض دولة إسرائيل وعدم الاعتراف بها في المطلق… إلّا أن هؤلاء ضعيفو الفاعلية والتأثير.

في غمرة هذه الأجواء والجرائم الخارجة عن التوصيف، التي يرتكبها الاحتلال في غزة واستهدافه رفح بأسلحة القتل والدمار، يبدو لبنان «مزروكاً» في عنق الزجاجة، بفضل تواطؤ أطراف وقصور أطراف وجهل آخرين: فلا أمل في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في المستقبل المنظور، ولا أمل في حلٍّ مشرّف للمأزق الكبير في الجنوب، ولا بصيص أمل لمواجهة أزمة النزوح هائلة الضرر، ولا حل لأزمة الودائع التي وعَدنا رئيس حكومة تصريف الأعمال بمعالجة سعر دولار الودائع بما يتجاوز الخمسة عشر ألف ليرة وكان في ظنّنا أن الرقم سيقارب سعر صرف الدولار الثابت قي الأشهر الأخيرة على حدود التسعين ألف ليرة، لنكتشف أن التعديل لن يتجاوز عتبة الثلاثين ألف ليرة، وربما لن يقفز فوق عتبة العشرين ألفاً الا بالقليل، وإن في هذا ظلماً وقهراً جديدَين يضافان الى ما أصاب المودعين من افتئات على حقوقهم و «أكل» جنى أعمارهم.