IMLebanon

خسائر جعجع بترشيح عون تفوق أرباحه

تكثر التكهنات بشأن مصير اللقاء الذي من المتوقع أن يجمع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في معراب، ففي حين يرى البعض أن اللقاء سيخرج بترشيح جعجع لعون لرئاسة الجمهورية كرد على ترشيح النائب سليمان فرنجية، تستبعد مصادر لـ«اللواء» هذا السيناريو، عازية السبب الى جملة من الخسائر في الداخل والخارج التي يمكن أن يُمنى بها جعجع في حال أقدم على خطوة ترشيح جنرال الرابية.

وفي ما يتعلق بالخسائر الداخلية، فان جعجع الذي لا يستطيع تجيير سوى ثمانية أصوات لعون، سوف يستفز حلفاءه وعلى رأسهم تيار المستقبل وهو أمر سيضاف الى سلسلة من الاستفزازات السابقة للمستقبل من قبل القوات والتي بدأت مع ترشيح جعجع لنفسه من دون التشاور مع حليفه بغض النظر عن موافقة الحليف لاحقا، مرورا بتبني القانون الارثوذكسي وصولا الى اعلان النوايا مع التيار العوني والذي يتضمن مخاطر عدة خصوصا ما يتصل بمسألتي اتفاق الطائف وقانون الانتخاب.

ومن خسائر جعجع الداخلية أيضا، استبعاده عن السلطة نتيجة معاداته للرئيس المقبل سليمان فرنجية (في حال تم انتخابه)، ومناكفته لرئيس مجلس الوزراء الذي من المفترض أن يسميه تيار المستقبل، هذا فضلا عن قانون الانتخاب الذي لن يكون كما تشتهي القوات.

أما عن الخسائر الخارجية، فترى المصادر ان ترشيح جعجع لعون سيفسّر على أنه موجه ضد الحليف الاول للمملكة العربية السعودية وبالتالي يمكن أن يترتب عن ذلك تراجع في العلاقات مع المملكة، وهو ما ليس بصالح جعجع الذي يعرف أن عون الحليف الاول لنظام الأسد وايران المعاديين للرياض بشكل كبير خصوصا في الآونة الاخيرة، كما أن من «سيئات» عون، نظرته العنصرية باتجاه العالم العربي لا سيما للنازحين السوريين والفلسطينيين وتهجمه التاريخي على الدول العربية عموما ودول الخليج العربي خصوصا.

وتستند المصادر في تحليلها كذلك إلى لغة الارقام، مفترضة أنه في حال تمت المنازلة في مجلس النواب بين عون وفرنجية، فسيفوز الأخير بكرسي بعبدا، اذ أن أصوات «تيار المستقبل» وحركة «أمل» واللقاء الديمقراطي وتيار المردة والمسيحيين المستقلين وربما حزب الكتائب، اكثر من كافية لفوز الزعيم الزغرتاوي، وبالتالي فان أصوات نواب التيار الوطني الحر وحزب الله والقوات اللبنانية وبعض المستقلين لن تكون كافية لتأمين نصف عدد النواب زائدا واحدا لعون.

وفي الخلاصة، لا ترى المصادر أي عقلانية بترشيح جعجع لعون، لأن رئيس حزب القوات بذلك سيخسر حلفاءه في الداخل والخارج ولن يربح خصومه الذين لا تربطه بهم استراتيجية سياسية، انما تكتيك من خلال اللعب على عواطف وحدة مسيحية لن تكتمل في ظل اعتراض أطراف مسيحية أخرى مثل حزب الكتائب وتيار الرئيس ميشال سليمان وغيرها.