IMLebanon

المشنوق «المتحوّل» من المغرب.. إلى الجزائر

حوار «المستقبل» ـ «حزب الله» يترك بصماته

المشنوق «المتحوّل» من المغرب.. إلى الجزائر

انه الحوار المفتوح بين «المستقبل» و«حزب الله» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.

هذا الحوار لم يفعل فعله في جبل محسن وطرابلس وصيدا وبيروت وروميه والبقاع وحسب، بل في المغرب أيضا التي بلغتها نسائم الحوار اللبناني.

فمن يقرأ خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق (العضو الأبرز ضمن فريق «المستقبل» المفاوض)، أمس، في المؤتمر الثاني والثلاثين لوزراء الداخلية العرب في الجزائر، ويقارنه بالخطاب الذي ألقاه قبل سنة في المؤتمر الحادي والثلاثين في مراكش (المغرب)، يدرك حجم المسافة السياسية التي اجتازها الرجل في تجربته الوزارية الأولى من نوعها.

لم تتغير ايران ولا «حزب الله» حتى يتغير الخطاب، لكن المنبر الأمني العربي الذي أريد له أن يكون ناريا قبل سنة، صار ديبلوماسيا بامتياز، أمس، لكأن المتحدث هو وزير خارجية لبنان، حيث بدا حريصا على ايصال رسائله الى نظرائه العرب من جهة والى الداخل اللبناني من جهة ثانية.

وبطبيعة الحال، لن يجد المشنوق هذه المرة، عاصفة سياسية تنتظره في بيروت، كما حصل من سنة، عندما قدم قدم سفير ايران السابق لدى لبنان غضنفر ركن ابادي احتجاجاً رسمياً لرئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة الخارجية على مداخلة وزير داخلية لبنان في مؤتمر المغرب، وكان لافتا آنذاك أن الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام تنصلا من تلك الكلمة وأكدا أنها لا تعبر عن رأي الدولة اللبنانية الحريصة على أفضل العلاقات مع ايران.

وما لم يكشف النقاب عنه منذ ذلك التاريخ هو أن ولي ولي العهد السعودي الحالي، وزير الداخلية السعودي السابق محمد بن نايف، كان حريصا في أول جلسة رسمية يعقدها مع المشنوق على هامش اجتماع وزراء الداخلية في المغرب، على توجيه انتقاد هادئ لنظيره اللبناني، وذلك على قاعدة أن المؤتمر منبر للقضايا الأمنية وليس السياسية وأن وظيفته الأولى البحث عن قواسم مشتركة لمواجهة الارهاب.

هذه المرة، كان لافتا للانتباه أن المشنوق استهل مداخلته بديباجة اشادة بالأمير الراحل نايف بن عبد العزيز صاحب فكرة انشاء مؤسسة مجلس وزراء الداخلية العرب، ومن ثم بابنه الامير محمد بن نايف بصفته «خير خلف لخير سلف»، مشيدا بخبرة الأخير العميقة «في مواجهة تحديات الامن والاستقرار فضلا عن جولاته وصولاته في مكافحة الارهاب».

وشدد على حاجة لبنان للتفاهم العربي للاحتماء من الحرائق المحيطة به. كما ذكر بالتفاهم المصري ـ السعودي الذي حقق لعشرات السنوات الاستقرار في لبنان قبل اشتعال الحريق في سوريا. وتطرق الى ثلاثة تحديات، أولها الارهاب وثانيها «التدخل الاقليمي المستمر الذي لم يحقق حتى الآن إلا المزيد من الإضطرابات والانقسامات» (في انتقاد مبطن لايران و«حزب الله» من دون تسميتهما بالاسم) وثالثها التحدي الاستيطاني الاسرائيلي.

وجدد المشنوق مجاهرته بالثلاثية التي عرضها في أكثر من محفل عربي واسلامي، وخصوصا في الأزهر ودولتي الامارات والأردن، وهي التماسك الوطني أولا والاحتراف الامني ثانيا (المزيد من التدريب وامتلاك القدرات التكنولوجية الحديثة) والشجاعة الفقهية ثالثا.

وختم كلمته المرتجلة بالقول: «النواة العربية الصلبة هي القادرة على إقامة التوازن»، مشددا على أهمية العودة إلى العروبة «بعيداً قدر الامكان عن العنوان الديني».

وكان المشنوق اعتبر في المداخلة التي ألقاها قبل سنة في مؤتمر المغرب «ان قسماً رئيساً من العنف الذي تعانيه دول عربية عدة ومنها لبنان يعود الى الاضطراب في العلاقات مع ايران».