IMLebanon

ميشال عون مركز الكون: الماريشال (1/5)

خطّط الجنرال عون لاقتحام السراي وفق سيناريو مُحدّد يبدأ به الوزير جبران باسيل عبر افتعال شغب أمام وسائل الإعلام وقبل بدء جلسة مجلس الوزراء، بحيث تؤدي هذه الهمروجة إلى إطلاق شرارة «يا غيرة الدين» فتنتقل جماهير التيار العوني المُستعِدّة سلفاً والمُحتشِدة قرب «سنتر ميرنا الشالوحي» (والمدعّمة بمتقاعدين من القوى الأمنية) لمحاصرة السراي واقتحامه بطريقة «حضارية».

لقد تمكّن «الثوار العونيون» من فتح ثغرة تؤدي إلى شارع المصارف (أين منها ثغرة الدفرسوار)، وتسبّب تدافعهم عبر السياج واستخدامهم الشدّة مع قوى الجيش بإصابة سبعة عسكريين بجروح مختلفة. أما جرحى التيار العوني فأُصيبوا بجروح أثناء محاولتهم انتزاع الأسلاك الشائكة. كذلك ادّعى نائب التيار حكمت عيد إصابته بكسر في إصبع يده نتيجة المواجهات، بينما ادّعى نائب التيار نبيل نقولا تعرّضه للضرب على مرأى من أحد المسؤولين في مخابرات بيروت.

بعدها بساعات، ومن قيادة الأركان في الرابية، أعلن الجنرال عون الانتصار الكبير ووعد جمهوره بمفاجآت كثيرة مقبلة.

هذا التحرّك المؤسِف جداً حاول إظهار الأمر وكأنّه صراع بين المسيحيين المظلومين (أين منها مظلومية كربلاء) وبين السُنّة الذين اغتصبوا قرار رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش!!!

وفي حين هدف هذا التحرّك إلى الضغط على رئيس الحكومة تمام سلام فإنّه هدف أيضاً إلى جسّ نبض حلفاء عون وكشف حقيقة تأييدهم له ومستوى ومدى هذا التأييد.

كما هدف التحرّك إلى تحريض الشارع المسيحي واستنفاره قبيل الاستفتاء المسيحي المُزمَع إجراؤه، بحيث يستميل الجنرال عون المسيحيين الغاضبين إلى جانبه، بصفته المدافع الأول والحقيقي والوحيد عن حقوق المسيحيين، ميدانياً على الأرض، وفعلاً لا قولاً … وبالدم !!

للحقيقة، وبعد «غزوة السراي»، وبعد هذه الاستراتيجيات وتكتيكات تحريك القطاعات الجماهيرية (كي لا نقول القطعان) … يستأهل الجنرال الترقية بجدارة إلى رتبة ماريشال!!!

مُخطئ مَنْ يظن أنّ الجنرال عون هو مركز الكون .. إنّه الكون نفسه!!!

وغداً نتابع الحديث.