IMLebanon

مصطفى يا مصطفى

 

جاءت نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة في العام 2018، والتي هدفت بشكل رئيس تأمين وصول النائب الأول والأخير لرئيس الجمهورية جبران باسيل إلى الندوة البرلمانية، متوقعة بنسبة تقارب الـ 90%. مع خروقات سجلها مصطفى الحسيني وإدي بوغوس دميرجيان. ويمكن القول إنها جاءت بفضل قانون انتخاب معلّب.

 

والإنتخابات الرئاسية الأخيرة الأشبه بعملية إبتزاز جاءت أيضاً معلّبة ومغلفة بورقة توت، وما أعطاها البعد الديموقراطي حصول المناضلة ميريام كلينك على صوت بلا صدى، ولا يمكن وصف إنتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية التي تلت تسوية الدوحة سوى بـ “المعلبة”، ولم تكن انتخابات العماد إميل لحود عرساً ديموقراطياً بل جاءت معلبة من سوريا والأبشع أن قرارالتمديد للحود، على غرار الإنتخاب، وصل إلى البرلمان معلباً و”خالصة مدتو” و”فاسد” و”طالعة ريحتو”.

 

قليلة هي التعيينات الـ “بتجي فلت”، أو بولادة طبيعية، معظم التعيينات الإدارية والعسكرية والقضائية في لبنان اليوم تأتي معلبة من بعبدا، وبعض من في مجالس الوزراء اعتاد أخذ العلم وهو بين “الواعي والنايم”.

 

لحم الأحصنة والجمال والتماسيح والغزلان والسعادين يصل إلى المستهلك اللبناني معلباً.

 

بعض الأخبار في بعض الصحف في بعض التلفزيونات في بعض الإذاعات تصل إلى غرف التحرير موضبة ومصححة ومعنونة ومنقوعة وعلى شكل معلبات الطون.

 

نظام غذاء شريحة كبرى من اللبنانيين، بات يعتمد على معلبات الإعاشة.

 

الإستشارات النيابية معلّبة اعتدنا عليها معلّبة. ودائماً يُحسم اسم الرئيس المكلّف قبل مواعيد إجرائها. مرة واحدة بدت الإستشارات حرة ونزيهة وديموقراطية وغير محسومة، عندما نافس عبد الرحيم مراد في العام 2005 طويل العمر والقامة نجيب ميقاتي، وكادت اللقمة تصل إلى حلق القطب التشاوري وسحبها نجيب بعزم.

 

معظم ما يصدر عن مجلس النواب يصل إلى التصويت معلباً ويحمل ماركة كونسروة أبي مصطفى، من عين التينة إلى المستهلك اللبناني ومن دون أي مواد حافظة.

 

حتى مصطفى جاء أمس معلّباً. وأذكر أيام كنت أقف على رؤوس أصابعي لألعب فليبرز و”أطق الفيش” الواحدة تلو الأخرى في محل “ابوغنّوم”، أو أيام كنت اتعلق بمسكات الـ”بيبي فوت” لإثبات علو كعبي في هذه اللعبة، ان ألفيتني مرة أمام علبة موسيقى وكان علي أن أختار الإستماع إلى أغنية من عشرات بعشرة قروش وجدتها على أرض فندق على الروشة، أدخلت القطعة النقدية في فتحة العلبة ورحت أصغي إلى صوت شابة تغني Chérie je t’aime, chérie je t’adore, como la salsa del pomodoro ويعادلها بالعربية “مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى”.