IMLebanon

نصرالله المتوجس يقول لحلفائه: الأمر لي.. و«باي باي» رئاسة!

سار أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله على قاعدة المثل الشعبي اللبناني القائل:«عم بحكيكي يا جارة لتسمعي يا كنّة»، اذ توجه لخصومه مباشرة لكنه كان يقصد الحديث مع حلفائه وتبليغهم أن:«الأمر لي في كل شيء والآن لا أريد انتخابات رئاسية لأن المسألة لا تناسبني لا محلياً ولا اقليمياً ولا دولياً».

لعب نصرالله مجدداً دور مرشد الجمهورية اللبنانية، مناشداً رئيس مجلس النواب نبيه بري أن:«استمر في موقفك الداعم للنائب سليمان فرنجية فلا ضير، لأنني لا أحتاج الى رئيس يجلس على كرسي قصر بعبدا في هذه الظروف.. أريد أن أنتظر نتائج قتالي في سوريا وتريد ايران أن تحتفظ بورقتها اللبنانية لأنه زمن التفاوض وليس لإيران أوراق كثيرة بعد تراجعها في أماكن عدة لا سيما في اليمن وسوريا والعراق، وبعد توقيعها الاتفاق النووي الذي يستلزم تقية عنوانها تهدئة اللعب بنار الشرق الأوسط.

كما قال نصرالله لحليفيه النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية:«لا تستعجلا الوصول الى جنة الحكم، فالوصول اليها يكون بإشارة مني وليس بإشارة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري».

وبدا نصرالله متوجساً من حليفيه وكأنه لا يثق بهما بعد أن عقد كل واحد منهما اتفاقاً مع خصم، وذلك على الرغم من علم نصرالله المسبق بكل لقاء أكان في باريس أم في معراب، إلا أنه يتخوف من مضامين وبنود الاتفاقين السياديين واللذين يقرَّا – ولو كتابياً على الأقل- بلبنان أولاً.

ولعل أمين عام الحزب يرغب بأن يعقد هو الاتفاق مباشرة مع الرئيس الحريري وفقاً لأجندته وسلته المثقوبة الشبيهة بسلة اتفاق الدوحة، وهو ما لا يمكن تحقيقه الآن لاعتبارات عدة، أولها: أن نصرالله ليس رئيس الجمهورية العتيد كي يتم التوافق معه، اذ أن حزبه فريق يمكن الحديث اليه كغيره من الأطراف السياسية بعد تكليف رئيس لمجلس الوزراء تشكيل الحكومة، وثانيها: انه لم ينسحب بعد من أرض قتاله للشعب السوري ولا من الأراضي العربية والعالمية التي يحرّض فيها تحت شعار:«هيهات منّا الذلّة».

ناشد نصرالله الحليفين أن يبقيا على ترشيحهما مطمئناً بأن لا جلسة لمجلس النواب لا في الثامن من شباط ولا بعده بكثير، فهو «سيد الكل» كما قال النائب فرنجية، وقد وضع البعض لهذا القول تأويلات عدة، فمنهم من رأى فيه محاباة لنصرالله نظراً للحلف القائم بين الرجلين، ومنهم من اعتبره بمثابة سخرية من النائب ميشال عون الذي يتصرف على أنه ينتظر كلمة السر من أمين عام الحزب الذي هو سيد الرابية مثلما هو سيد حارة حريك.

وكما كان نصرالله غير موفّق بتأكيده أن ايران لا ولم ولن تتدخل بالاستحقاق الرئاسي، لم يكن موفقاً في التأكيد للبنانيين أنه مع اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها أي في الربيع المقبل، اذ لا مصلحة له الآن بفتح معارك انتخابية في البلدات الشيعية التي أثقلها بمطالب الولي الفقيه، لا سيما تلك التي يتقاسم فيها النفوذ مع حليفته اللدودة حركة أمل، وذلك في ظل استمرار تشييع مئات العائلات لقتلاها الذين قضوا دفاعاً عن بشار الأسد في سوريا وفي ظل مداواة مئات عائلات أخرى لجرحاها الذين سقطوا هنالك، وانتظار أخرى معرفة مصير أسراها على أرض الشام. 

.. باختصار قال نصرالله وبالفم الملآن:«باي باي رئاسة» والطابة الآن في ملعب اللاهثين وراءها، فهل ينتظرونه أم ينقلبوا على بند من بنود أوامر طهران التي تغرق حالياً بالمال في ظل الاستثمارات التي لطالما رفض حزب الله شبيهاً لها في لبنان إبان حكم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرشيد، كما تنعم ايران بالاستقرار الى حد كبير مع غياب «داعش» حصراً عن ساحة ولاية الفقيه.