IMLebanon

مُعادلة جديدة : المقاومة والتيّار

روسيا تهدد بالإعتراض في في مجلس الأمن ضد مشروع إدانة حزب الله… هذا خبر منسوب إلى مصادر إسرائيلية.. دعونا من المحاولات الإسرائيلية المتواصلة في التسميم الإعلامي والتي حققت في هذا المجال لا ريب في ذلك، نجاحات كبيرة… حيث صار نصف العرب يكرهون حتى الموت نصف العرب الآخر!

ولكن أنشغال مجلس الأمن، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية وأذنابها في بريطانيا وفرنسا، أي شركاء المستعمرين الإسرائيليين في الشرق الأوسط، بحزب الله بما هو حزب المقاومة الإسلامية في لبنان، يشير إلى أمور عديدة تعكس من وجهة نظري  تخوف الجهات المشار إليها من تحولات جذرية جارية في الوضع اللبناني… من البديهي اني لست على اطلاع على أسرار الآلهة ولكن أجد نفسي الآن مدفوعة إلى التفكير بناء على أربعة معطيات، هي في رأيي التي تحكم الوضع اللبناني وتقرر مصيره.

هذه المعطيات أو العوامل المؤثرة هي التالية:

1 ـ حزب الله، ليس كحزب سياسي، فالسياسة لم يحن بعد وقتها وهي لم تتبلور لدى جميع الأطراف كونها الأثاث الذي يبدأ التفكير به بعد تنفيذ البناء أو بعد انطلاق سيرورة العمل . وهنا وبكلام صريح  لا مفر في لبنان من المرور بمرحلة التأسيس والتكوين، إذاً حزب الله كعامل مؤثر في الوضع اللبناني من زاوية المقاومة، أي من زاوية مقاومة المستعمر الإسرائيلي والتحرير هو في الراهن دعامة أو ركن محتمل من أركان الكيان الوطني الذي قد يتأتى عن المخاض الحالي.

2ـ العامل الثاني، هو التيار المسيحي الذي تشكل حول رئيس الجمهورية ميشال عون. يحسن التذكير في هذا السياق بتصريح منسوب إلى الرئيس الفرنسي الأسبق السيد نيكولا ساركوزي حول ما تعرض له المسيحيون في العراق، أن المسيحيين لا مكان لهم في الشرق. أعتقد أن تيار الرئيس ميشال عون لا يوافق الرئيس الفرنسي الأسبق على إجتهاده بصرف النظر عن الذهنية التي تنتج مثل هذا الإجتهاد. وعلى الأرجح في هذا المجال، أن تيار الرئيس عون أقرب إلى تبني رؤية مفادها أن استمرارية الوجود المسيحي في لبنان خاصة وفي الهلال الخصيب بوجه عام، يحتاج إلى تربة وطنية قوية صلبة وغنية، تغوص فيها جذوره فيصير قادراً على مقاومة الرياح العاتية في الشرق. هذا يعني أن هذا الوجود يجب أن يعتمد في وجوده على التربة الوطنية حصرياً. فلقد ولى زمان الأقليات والضمانات التي تمنحها الدول العظمى. وفي هذا المنحى يلتقي تيار الرئيس عون من جهة مع تيار المقاومة الإسلامية من جهة ثانية أو أنهما سيلتقيان أكثر فأكثر فهما العاملان الأساسيان في سيرورة إعادة التكوين، فهما الأكثر حاجة وحماسة لهذا الوطن.

3 ـ العامل الثالث، يعني الأطراف المسيحية التي راهنت على الدول الأجنبية الغربية، على أنواعها، ومنها طبعاً دولة المستعمرين الإسرائيليين ولم تمتلك حتى الآن الشجاعة اللازمة، رغم الفرص التي أعطيت لها، لكي تراجع مواقفها الخاطئة وتتخلى عن عصبيتها القبلية البدوية، التي تكشف في الحقيقة، بالضد من مظاهر الأمور عن تخلفها وتحجرها الفكري والإدراكي . هذه الأطراف المسيحية فشلت وانتهى دورها وهي مرشحة لأن تتلاشى تدريجياً.

 4 ـ رابعاً، وأخيراً العامل الإسلامي المتمثل بأنصار السعوديين في لبنان فحال هؤلاء كمثل حال القوات اللبنانية لجهة التبعية لجهات خارجية، حيث وصلوا إلى حائط مسدود حيث اتضح أو انكشف عجزهم عن الإلتزام بمفهومية الوطن، في أبعادها الحديثة العصرية، وغني عن البيان أنه ليس بمقدور هؤلاء الأتباع

الإعتراف بأخطائهم وانتقاد تجاربهم الفاشلة. وما لم يجروا هذا النقد سيشكلون عائقاً أمام إعادة التأسيس والتكوين الوطنيين!

جملة القول أني أعتقد، طبعاً هذا مجرد فرضية او رؤية، أن الخلاص يتوقف من وجهة نظري على الدمج بين مفهوم المقاومة الوطنية من أجل التحرير والسيادة، ممثلة حالياً بدرجة ما، بالمقاومة الإسلامية هذا من جهة وبين السياسة الوطنية الهادفة إلى التأسيس والإعتماد على النفس التي يمثلها في الراهن إلى حد ما، تيار رئيس الجمهورية، من جهة ثانية… فشل الحل الإسلامي ـ السعودي، مثلما سقط الرهان على أميركا وفرنسا وإسرائيل.