IMLebanon

لا يمكن فتح الطريق أمام المرشّح الثالث إلّا بالحوار

 

لم يعد أمام اللبنانيين إلّا مدخلين لانتخاب رئيس للجمهورية اما الحوار والتفاهم أو الضغط الخارجي غير الموجود في المدى المنظور، ومن يطرح غير ذلك هو واهم… بهذه البساطة لخّص قيادي من الصف الأول في ٨ آذار ومقرّب من الثنائي الوطني المشهد الرئاسي، وزاد عليه كلاما ربما يطرح للمرة الأولى: قد لا يكون بالإمكان البحث في خيار المرشح الثالث إلّا بالحوار!!!

وشرح القيادي طرحه كالتالي: ان الثنائي الوطني أبلغ كل القوى والموفدين الدوليين فوق الطاولة وتحتها تمسّكه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وما زال حتى اللحظة متمسّكا به، ولكن لنفترض ان كل القوى وافقت على الحوار وكل ادلى بدلوه وسمّى مرشحه ووصلنا الى اقتناع باستحالة فوز أي من المرشحين المطروحين، حينها كنتيجة طبيعية للحوار يمكن بل من المؤكد أن يذهب جميع الأفرقاء الى البحث بخيار المرشح الثالث.

 

وبالتالي، قبل الحوار لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية، وقبل الحوار، لا يمكن أن تمرّ أي مبادرات لا خماسية ولا داخلية، «فتعالوا لنتحاور ونتفق على رئيس» لان ذلك قد يشكّل المخرج للجميع للبحث في خيارات رئاسية مختلفة.

بطبيعة الحال، لا يعني هذا الكلام تغيير أي طرف من قناعاته الرئاسية لا الثنائي الوطني ولا غيره، ولكن نتيجة الحوار في حال فشل التوافق على اي من المرشحين المطروحين سيفرض على الجميع الذهاب باتجاه الخيار الثالث والبحث في هوية وشخصية رئيس متفق عليه من كل الفرقاء دون استثناء.

واستدرك القيادي كلامه مشيرا الى ان اتمام الاستحقاق الرئاسي حاليا لا يتم إلّا بالحوار كما ذكرنا في ضوء عدم تعاطي أي طرف خارجي مع الملف الرئاسي في لبنان كاولوية ضاغطة.

واللافت فيما قاله القيادي ان تلبية الحوار يجب أن تشكّل أولوية عند جميع القوى لانتخاب رئيس في أسرع وقت، ولا سيما ان التطورات الأمنية المتسارعة في المنطقة وتحديدا في غزة يعني تطويل أمد الحرب على الجبهة الجنوبية في لبنان.

وفقا لمعلومات القيادي فان الحرب قد تطول ربما الى نهاية السنة الحالية، ولا أحد يضمن عدم توسّعها الى حرب شاملة فالأمور مفتوحة على مصراعيها، والعدو الإسرائيلي لن يقبل بالهدنة التي فرضها مجلس الأمن الدولي لان القبول بها يعني انتصار حماس..

والسؤال اليوم في الكيان الغاصب: ماذا لو جاء الطوفان من الجنوب، ما هو مصير الكيان الإسرائيلي؟ بتقديرنا ان إسرائيل اليوم تخوض آخر حروبها دفاعا عن وجودها، والأمور صعبة جدا جدا، والعدو لن يوافق على الهدنة لان ذلك يعني الإقرار بانتصار حماس.

وعليه، فان المنطقة تمرّ في مرحلة تحولات كبرى ووجودية، والأزمة حاليا في المنطقة لن تنتهي بكبسة زر كما يقال وكل الخيارات مطروحة على الطاولة، لذلك، على كافة القوى اللبنانية الموافقة على الحوار والمشاركة فيه دون قيد أو شرط كمدخل الزامي لحل الأزمة الرئاسية.