IMLebanon

التوافق مفقود لإتمام الاستحقاق الرئاسي والمبادرات المطروحة مضيعة للوقت

 

سيناريو تكرار الجلسات باقٍ في الواجهة لحين التفاهم

 

 

في الظاهر، جاء تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بفعل عدم اكتمال النصاب، أما في الباطن، فإن التوافق الغائب أو المغيَّب هو السبب الرئيسي وراء تعذر عملية الإنتخاب، وسيبقى المشهد على تكراره ريثما يقوم التفاهم المطلوب على الشخصية التي تتولى هذه المهمة. وفي الوقت الراهن لن توافق المعارضة على مرشح من قوى الثامن من آذار، وبدورها لا يمكن لهذه القوى دعم مرشح المعارضة أو من تصفه بمرشح تحدٍّ. فكيف يتحقق الخرق إذاً؟

يصعب توقع أي خطوة مماثلة لاسيما أن كل فريق يعتبر أن ملف الرئاسة هو منطلق للملفات الأخرى،وأن هوية الرئيس العتيد تحدد التوجهات السياسية ولكل كتلة مقاربتها للمواصفات . ولكن ثمة من يرى أنه من المبكر رصد إشارة حول ما يمكن أن تؤول إليه التطورات المتصلة بهذا الإستحقاق وسط بروز أكثر من وجهة نظر.

ومن يسمع مواقف المعارضة، يتأكد من تصميمها على دعم النائب ميشال معوض أما في مقلب القوى الأخرى، فلا تزال قوى الثامن من آذار على تريثها في دعم مرشح معين أو حتى تزكية أسماء من حلفاء أو مقربين تحت ذريعة «التوافق».

والواضح أن الفريقين يدركان تماما أن الوقت لم يحن لإنتخاب الرئيس، وتبقى مسألة الحضور أو الغياب أي جلسة انتخاب من لوازم العدة أمام الأعلام وليس مستبعداً أن تقل حماسة النواب في حضور الجلسات المقبلة، باستثناء من حزم أمره بالحضور من أولئك الذين صرحوا عن مرشحهم.

فما هي السيناريوهات المقبلة؟

في البداية، لن تتوقف دعوة رئيس مجلس النواب لجلسات الإنتخاب، طالما أنها حق دستوري له وهو بذلك يلبي أيضا مطلب فئة من النواب حتى وإن ذكر بعبارته الشهيرة:«إذا ما في توافق ما في انتخاب».

وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما قاله رئيس المجلس لم يكن عبثا،وهو على إدراك تام أنه سيصار إلى تكرار السيناريو نفسه لجهة حضور نواب ومقاطعة آخرين وتخبط من هنا وآخر من هناك وتشتت الأصوات، وبالتالي لن يحسم الملف الذي يتنقل من اجتماع نيابي الى آخر، لافتة إلى أن مسألة تعليق الدعوة للإنتخاب ريثما جلاء الصورة قد تدرس في حينه.

وتفيد المصادر إلى أن غياب ما يعرف بـ «بيضة القبان» عن مشهدية المجلس النيابي له تأثيره بعد أن لعب دورا في مسألة قلب النتائج أو تحريكها، معربة عن اعتقادها ان الخطوات السياسية بشأن الاستحقاق الرئاسي قد تتضاعف أو حتى تخفت وفقا لتحرك كل فريق، ومعلوم ان الفترات المقبلة تشهد لقاءات بين كتل تتقاسم التوجهات نفسها، لكن اغلبيتها لن تؤدي إلى نتيجة سريعة تصب في سياق نسج تفاهم على شخصية معينة، والمقصود هنا كتلة نواب التغيير التي ترغب في تبني مرشح لا تمته أي صلة بالمنظومة، وبالتالي فإن اجتماعاتها مع نواب آخرين هي مجرد البداية .

وتفيد المصادر نفسها أن المبادرات التي يعمل عليها بعض الكتل النيابية ليست سوى مضيعة للوقت، مذكرة بمبادرات سابقة قي الموضوع الرئاسي تحديدا، ولم بكتب لها النجاح أو علقت، موضحة أن ما من مبادرة نهائية تصلح لأن تشق الطريق نحو الحل طالما أن التباين كبير بين الأطراف المعنية.

الى ذلك تشدد هذه المصادر على أن زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا تندرج في إطار استطلاع الآراء والاستفسار عن مسار الاستحقاق الرئاسي دون طرح أي مسعى، لافتة إلى أن المتابعة الدولية لما يجري على هذا الصعيد متواصلة، لكن ما يعرف بالثقل الدولي في هذا الملف لم يتظهَّر بعد وقد يتأخر بعض الشيء.

 

الأسماء المرشحة التي تحظى بدعم عربي ودولي في الوقت المناسب

 

وتعتبر ان بعض الأسماء المرشحة والتي تحظى بدعم عربي ودولي ستبرز في الوقت المناسب،وقد يصار إلى التسويق لها في حينه.وترى أنه عاجلا أم آجلا هناك تسوية ستأخذ مداها لاسيما أن المجلس النيابي الحالي وبتركيبته غير قادر على انتخاب رئيس بالنصاب الدستوري، لكن يبقى السؤال من سيعمل على هذه التسوية أو ينخرط بها، في ضوء انكفاء بعض القوى التي كانت أول من تشجع وتدعم هذا الأمر.

إذاً من يراقب تطور الملف راهنا لن يلاحظ أي معطى حاسما، لكن المؤكد أن الاشهر المقبلة ستكون مفتوحة على خلط أوراق اما مدة الشغور فطويلة في جميع الأحوال.