IMLebanon

قاسم سليماني رئيس فريق القدس

 

بتاريخ 3 كانون الثاني 2020 اغتيل الجنرال قاسم سليماني الذي كان اصبح بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية رئيس فيلق القدس الايراني المسمى هذا الاسم علمًا بان فريقه لم يشن اي هجوم على اسرائيل منذ انتسابه الى الجيش الايراني.

 

لقد تباهى مرارًا بانه يتحكم بالشؤون السياسية والمواجهات العسكرية في طهران، وبغداد، ودمشق ولبنان وقد صدر عنه كتاب موثق بشكل مقنع عام 2000 ومنذ يومين وفي احتفال بذكراه للسنة الرابعة على اغتياله خسر 80-90 ايراني وايرانية حياتهم وهم يشاركون في ذكر مقتله للسنة الرابعة، والكتاب المذكور موضوع من مؤلف ايراني اسمه Arashi Azizi وقد وضع اكثر من كتاب باللغة الايرانية وهو يعيش في نيويورك ويدرس التاريخ الايراني في جامعة نيويورك، وجريدة الشرق الاوسط نشرت بتاريخ 8/1/2024 صورة لقاسم سليماني مع المسؤول الميداني في حزب الله وسام الطويل والذي اغتيل بعد يومين من اغتيال نائب رئب حماس في منزله في ضاحية بيروت الجنوبية على مقربة من ترسانة الصواريخ المتوافرة لحزب الله.

 

اهمية قاسم سليماني العسكرية تتجلى من خطاباته التي كان يؤكد فيها ان جيشه قائم على سلامة خمس بلدان هي ايران، العراق، سوريا اضافة للبنان واليمن واغتياله تحقق حينما ظهرت صورته يغادر طائرة حملته من دمشق الى بغداد بتاريخ 3/1/2020 وافادت الشابة الاميركية عن تواجده وحازت الامر بالضغط على آلة ارسال كهربائية تسببت في اطلاق صاروخين من مكان غير بعيد عن بغداد حيث ان سليماني ورفاقه التسعة قتلوا مباشرة في سيارتين كانت تقلهما وبالتأكيد صدرت تصريحات للطرف الايراني بان الانتقام لسليماني سيكون قريبًا وسيصيب مسؤولين كبارًا اميركيين.

 

نعود لما نشر في جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 8/1/2024 اي صورة سليماني برفقة وسام الطويل من كبار مسؤولي حزب الله عسكريًا، وكان سليماني قد رافق حرب اسرائيل مع حزب الله في بيروت ما بين تموز وآب من عام 2006 اي تقريبًا طيلة فترة استمرار الحرب اللبنانية – الاسرائيلية التي انتهت باتفاق هدنة بعد انقضاء شهر على الاعمال الحربية.

 

بالتأكيد كان سليماني يشرف على تامين السلاح الايراني للحكم السوري خاصة وان سوريا وبعض مناطقها التي يسكنها الايرانيون من جيشهم المقيم والعامل في سوريا على تقوية دفاعاتها وقدراتها على الاستمرار مقابل القصف العنيف لمنشئات البنية التحتية

 

من قبل الطيران الاسرائيلي بكثافة نوعية وعددية وتواجد سليماني في بيروت خلال الحرب اللبنانية-الاسرائيلية يبين اهتمام ايران بهذه المجابهة والمستمرة علمًا بان ايران تكرر انها غير معنية بحرب غزة التي اطلقتها حركة حماس في 7 تشرين الاول 2023 وكانت مفاجأة كبيرة للجيش الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية واليوم وبعد خسارة 220 الف من الاطفال والامهات الفلسطينيين وحوالى الالف وخمسمائة مقاتل فلسطيني يقربون من عدد قتلى الجيش الاسرائيلي اضافة الى حوالى 500 معتقل من المدنيين سواء من الاسرائيليين او الاجانب.

 

التحرك الدبلوماسي على تزايد وتقوم به الولايات المتحدة التي ناصرت عمليات اسرائيل القاسية وغير الاخلاقية والتي تسببت في مقتل آلاف الاطفال والنساء، وعلى ما يبدو ان المبعوثين الاميركيين ومن اهمهم وزير الدفاع الاميركي ووزير الخارجية يبدو وكانه بدأ يؤثر على التحركات الاسرائيلية وقد سحبت اسرائيل ربما 30% من جنودها في غزة الى اسرائيل، كما ان اللجنة الخماسية والتي تضم فرنسا، الولايات المتحدة، السعودية ومصر وقطر تحقق تقدمًا في مباحثات وقف القتال والتوصل الى اتفاقات سلام مستقرة وتسمح بإنشاء دولة فلسطينية تتعايش مع الدولة الاسرائيلية.

 

هنا لا بد من الاشارة الى ان اسرائيل اذا استمرت في حربها حتى نهاية شهر كانون الثاني تكون قد استهلكت نسبة ملحوظة من اسلحتها المستعملة بكثافة في عدوانها وربما رقم خسارة الدبابات الاسرائيلية والذي تجاوز ال800 دبابة يوفر الدليل على حجم الخسائر الارضية، كما ان الاقتصاد الاسرائيلي عانى خسائر حتى تاريخه تتجاوز ال20 مليار دولار منها نسبة من تحويلات اجريت من اسرائيليين ارادوا الابتعاد عن خسائر الحرب فاجروا تحويلات مالية الى الخارج ويقدر بان عدد الاسرائيليين المغادرين لاسرائيل تجاوز خلال العام المنصرم وحتى تاريخه ال800 الف اسرائيلي ويشكل هؤلاء نسبة مئوية مرتفعة وقد سقط الشيكل بنسبة ملحوظة. ويجب النظر في اكلاف استعادة تجهيزات غزة وتوافر اكلافها وبالتأكيد ان الحماسة الاميركية انحسرت الى حد ما لان المعونات الخارجية غير العادية على تصاعد خاصة وان مستوجبات حرب اوكرانيا استوجبت اكثر من ملياري دولار حتى تاريخه من الولايات المتحدة والدول الاوروبية وقد برزت مصاعب لتامين مساعدات اخرى بالمليارات مطلوبة من الولايات المتحدة ستتوافر علمًا بان ال50 مليار دولار من المعونات الاوروبية ليس من المؤكد توافرها.

 

عودة الى سليماني فقد تعاون مع الاميركيين على كبح الاعمال الارهابية في الباكستان وافغانستان وقد ابتعد عن التعاون مع داعش وعملائها، وكان على تواصل مع

 

القيادة الاميركية عبر التواجد العسكري الاميركي في قطر حيث للأميركيين اكبر قاعدة جوية عسكرية اميركية خارج الولايات المتحدة.

 

ويبدو ان السبب في اتخاذ قرار بتصفية سليماني اتخذ في اجتماع مصغر حضره الرئيس الاميركي ترامب مع رئيسية الاستخبارات الاميركية ووزير الدفاع وذلك قبل تصفية سليماني ورفاقه بالصورة السريعة المعروضة اعلاه وكان السبب انتقاد سليماني للرئيس الاميركي واعتباره عاجز عن اتخاذ قرارات الحرب والسلم بسرعة وجاءت السرعة بالصواريخ التي اطلقت بمبادرة من صبية بلغ عمرها عند تحقيق العملية 18 سنة.

 

مروان اسكندر