IMLebanon

هل تكون 2024 سنة تفاقم الحروب؟

 

 

بدأت تتَّضح ملامح سنة 2024، والتي لسوء الحظ، بحسب المعطيات والوقائع، يبدو أنّها ستكون سنة تفاقم الحروب، أكانت في المنطقة، أو في العالم، فضلاً عن العُقد التي تركتها وراءها سنة 2023، والتي ستواكبنا في العام الجاري.

بدأت سنة 2024، بمتابعة الحرب التدميرية والإجرامية على غزة، وبات واضحاً، أن لا نيّة لوقف إطلاق النار، ووقف هدر الدماء والأرواح. إنّ الأهداف المطروحة من الجهتين، بعيدة جداً من التحقّق. ولا شك في أّن هناك أيادي مخفية، وأجندات وأغراضاً مختبئة، أكانت إقليمية أم عالمية.

 

من جهة أخرى، هناك شبه اتفاق، في الوقت الراهن، على عدم توسيع رقعة الحرب، وفتح جبهات عدة، لأنّه ستكون لها تداعيات كارثية على كل دول المنطقة. لكن التوسُّع نحو إقحام البحر الأحمر في الصراع، لديه تداعيات كبيرة جداً على كل حركة الملاحة البحرية، وعلى قطاع التجارة العالمي، وتداعيات مؤلمة وخطرة على باب المندب وقناة السويس.

 

أما على صعيد لبنان، فقد بات واضحاً، بأنّ الحرب الساخنة تشتد على حدودنا الجنوبية، مع عمليات دقيقة ومدروسة من الجانبين، وحرب باردة على بقية المناطق، والتي تؤثر سلباً على المواطنين، وعلى النواحي الإقتصادية، الإجتماعية، المالية والنقدية.

 

على صعيد أوروبا، فقد شهدنا تفاقم الأزمات والحروب وتراكمها، ولا سيما الحرب الروسية – الأوكرانية، التي بعدت الأنظار والإهتمامات الدولية عنها، فاشتدت المعارك والهجومات على غزة، من دون أي نيّة للسلام ووقف الحرب. وستكون لها تداعيات كارثية، ليس فقط على البلدان المعنية، لكن على الإتحاد الأوروبي والبلدان المجاورة.

 

على الصعيد المالي والنقدي الدولي، من الواضح أنّ الحرب ستتوالى بين العملات، والتنافس الصارم ما بين الدولار الأميركي، واليوهان الصيني، وخصوصاً لبيع وشراء المشتقات الغازية والنفطية.

 

كما ستشتد الحرب العالمية، ضدّ العملات الورقية، وسحبها من السوق، واستبدالها بالعملات المشفّرة والإلكترونية، لزيادة المراقبة وتقليص الحرّيات.

 

أما الحرب الإقتصادية والمالية والنقدية ما بين الولايات المتحدة ودول البريكس، فستتكامل وتتفاقم مع تداعيات، ليس على البلدان المعنية فقط، لكن على العالم أيضاً. كما سيشهد العالم حرباً إنتخابية صارمة في الولايات المتحدة في تشرين الثاني 2024 بين الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، والمرشح القديم – الجديد دونالد ترامب، إذ ستُهيئ عودته، هذا إذا ما حصلت، مع تغيُّرات كبيرة في الداخل والخارج، وفي كل السياسات المتبعة والقائمة.

 

إنّ هذا المناخ الحربي والتشاؤمي، سيؤدي إلى تفاقم التضخُّم مع زيادة تكاليف الإنتاج، النقل، التأمين، المواد الأولية، المشتقات الغازية والنفطية، وسيشهد العالم بالتوازي، ركوداً إقتصادياً مع تراجع في الإستثمارات، والتطوير والتبادل التجاري، ما سيؤدي إلى ما يُسمّى بـ «الركود التضخُّمي» – Stagflation.

 

في المحصّلة، نأمل في 2024 بأن تكون سنة السلام، واحترام الشعوب، واستقلال الأراضي، لكن واقع الحال، يُظهر أنّ نغمة سنة 2024 بدأت بتفاقم الحروب والهجمات الدقيقة والمدروسة، وشدّ الحبال، وإظهار العضلات، وزيادة الضغوط، للوصول على المدى المتوسط إلى طاولة حوار دولي، ونتمنى السلام الشامل للمنطقة. وقد أصبح من الواضح أنّه قبل شروق الشمس ستشتد العواصف، والرياح التدميرية قبل أن تهدأ الأمواج والتسونامي، للجلوس على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية.