IMLebanon

الهلال الشيعي.. المشهد الأخير  

الصواريخ الباليستيّة لم تعد تجدي نفعاً، بالأمس لجأ الحوثيّون إلى صواريخ الكاتيوشا، هو تفصيل «صاروخي» نتمنّى أن يستفيد من درسه حزب الله، «الُحدَيْدة» خلال اليومين الماضيين  كتبت المشهد الأخير لأحلام إمبراطورية «فارس الكسرويّة الخمينية» التي تتهاوى وبسرعة مذهلة على أرض اليمن، هذه المرّة ليس في القلمون السوريّة، أو القصير التي سيطرد منها حزب الله ومن سواها في سوريا، «صعدة» نهاية وفشل الحوثيين «نموذج حزب الله اللبناني»، وكلّ فرعنة لها نهاية «عبرة».

 

استوقفتني مجدداً تلك»المقدمة» التي خطّها رئيس مجلس النواب نبيه بري تقديماً لكتاب الزميل العزيز راجح الخوري «إرهاب ضدّ الإرهاب»، بلاغة الرئيس بري أخرجت لنا يوماً ـ في مؤتمر صحافيّ في عين التينة ـ قوله: «لا وجود للهلال الشيعي إلا في إطار القمر السُنّي»، سطور برّي هذه تدفعني دائماً إلى التفكّر فيها: «في النهاية يبقى أنّ الفصل الذي لم يكتب بعد هو عن المعركة الثالثة التي بدأت، وفي أهدافها تصفية التاريخ لأجل جغرافيا كونيّة تُشبه مشاهدها الشرق الأوسط الأميركي الكبير حيث النار في كلّ مكان، من جهتنا [يقول بري]، نحن مطمئنون إلى أن صورتنا في مشهد هذه المعركة المقبلة هي: «يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وآل إبراهيم» على مساحة الشرق الأوسط الإسلامي الكبير»…

«الشرق الأوسط الإسلامي الكبير»؟ أليس هذا هو الإسم «التقوي» للمشروع الإيراني أو حتى «الهلال الشيعي»، أليْس هذا هو مشروع الخميني والخامنئي للمنطقة الذي ينهار اليوم في اليمن وفي العراق وسيخرج طريداً مذلولاً من سوريا؟! أليْس هو المخطط الذي سبق واعترف به اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني تحت عنوان «توسّع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة»، أليس هذا ما أمضينا سنوات عشر نقوله لحزب الله بأنّه ينفذ ومن معه ومن يُغطّي سياسته في الداخل اللبناني بأنهم يُنفّذون أجندة إيرانية المصالح، ولطالما ادّعوا أنّ الحديث عن «الهلال الشيعي» وهم وكذب؟! وهنا علينا أن نقول إنّ الآتي أعظم..

منذ اندلاع الحرب الأولى بين الجيش اليمني والحوثيين في منطقة مران صيف العام 2004، كانت إيران الحاضر الأكبر في المشهد الذي تكرّر ستّ مرات في غضون ستّ سنوات، فيما أعلن عبدالملك الحوثي أثناء التحضير للحرب السادسة: «إنّ هذه هي حربنا الأخيرة»، حتى انتهى المشهد إلى ما هو عليه اليوم، المشهد نفسه تكرر عبر التاريخ الإسلامي مع تمرّد شيعي «خارج على الدولة» ـ لكأنّ هذا هو الدور الوحيد للشيعة المقيّد لهم لعبه عبر التاريخ ـ فيُجرّد معه الحاكم أو الخليفة حملات متتالية حتى القضاء على التمرّد نهائياً…

في 12 تشرين الأول من العام 2009  حذّرنا مراراً من خطورة العبّ اليمني لإيران على المملكة العربيّة السعودية، وقبل أن يكشف قائد الحرس الثوري الإيراني مخطط «التوسّع الشيعي» في المنطقة، وخطورة «المشروع الإيراني» معلنة وعبر الفضائيات، مستعينين بلسان أصحابه والمنظّرين له، وبالتأكيد ما قرأناه صادم إلا أن شواهد التاريخ تتيح لنا أن نفهم المحاولات الفارسية المتكررة، ففي مناظرة تلفزيونيّة انعقدت عام 2014 على فضائية «المستقلة» التي تبثّ من لندن، أعلن المرجع الشيعي «علي الكوراني العاملي ـ أستاذ الحوزة العلمية ـ قمّ» بأنّ الحوثيين سيكونون الطوق الذي تسعى إيران من خلاله إلى الامتداد والسيطرة على كل المنطقة العربية»..

وجاء في تصريح المرجع الكوراني «المتلفز» والموجود على مواقع الكترونية متعددة «سُنيّة» و»شيعيّة» بـ»الصوت والصورة» وصف كامل ودقيق للمشروع الإيراني، يقول المرجع علي الكوراني: «إنّ الحوزة الشيعية في «قمّ» و»النّجف»، تسعى للسيطرة على كل منطقة «الحجاز»، والشام، واليمن، والعراق وأنّ هدف المرجعيّة هو «رئاسة العالم الإسلامي كله» ـ بمعنى آخر حكم العالم العربي كلّه ـ وأنّ تمدّد الشيعة ليس له حدود»، وأنهم يسعون إلى التمدد على كل الآفاق»، سنظلّ نكرّر هذا الكلام، صحيح أنّ الحُديْدة تكتب النهاية، ولكن الخلايا «الإنتحارية» قد تعيدنا إلى تفجيرات الثمانينات من القرن الماضي، وهي جاهزة ومزروعة في كلّ المنطقة العربي سواء في الشرق الأوسط أم الخليج العربي.