IMLebanon

التيار والقوات «عودة الى ما قبل تفاهم معراب» شوفياً

 

لم يعد وليد جنبلاط الذي لبس القفازات الناعمة عندما بدأ يهندس انتخابات دائرة الشوف وعاليه ليؤمن الانتقال المريح للزعامة الدرزية لنجله تيمور ينعم بالهدوء والراحة الانتخابية نفسها، فرئيس الحزب الاشتراكي الذي شعر بأمان الوضع الانتخابي بعدما رسا القانون على احدى الصيغ الانتخابية ليس مرتاحا بالمطلق فالمعركة «معركة» في الجبل، بحسب اوساط سياسية شوفية كما ان جنبلاط ضمنياً يتمنى اليوم لو انه خاض هو الاستحقاق بنفسه بدل ان يؤمن معركة معقدة لتيمور في بداية حياته وانطلاقته السياسية.

فجنبلاط عندما قرر تأليف لائحة قام باختيار الشخصيات التي لها نفوذ ودور، لذا اراد التحالف مع القوات والتيار لاعطائهما مقاعد،وكاد ان يعطي الكتائب مقعداً ايضاً.

الا ان الحصة المسيحية في الشوف – عاليه لم يعد يريد ان يأخذها، فهو يريد لائحة تعايش ووحدة وطنية تجمع الطائفتين الدرزية والمسيحية.

بحسب الاوساط الشوفية لا شيء في البلوك الدرزي المحسوب على جنبلاط تغير لكن ما تغير هو القانون بصوته التفضيلي الذي ستلزم الماكينة الاشتراكية القوية على توزيع اصواتها بين مرشحيها الاقوياء «تيمور جنبلاط ومروان حمادة ونعمة وطعمة» وهؤلاء ثوابت جنبلاطية يفترض تعويمهم في الانتخابات عدا ثلاثة اسماء اخرى يريدها جنبلاط  ايضاً الى جانب تيمور في المجلس النيابي الجديد، ويعتبر جنبلاط ان المعركة شبه قاسية في الجبل في ظل التنافس الكبير القائم وشعارات المعركة والقانون الذي يقتطع حكما بنسبيته من حجم التيار الاشتراكي في الدائرة الاحب الى قلب جنبلاط.

سعى وليد بيك لائتلاف واسع مع الجميع في الجبل ، كان يريد اولا التفاوض مع التيار الوطني الحر لا بل بدأ بهم (اي جماعة التيار) كما يقال في الشوف وعاليه  لكن التيار تمسك برفع شروط وسقوف التفاوض ويحكى ان مفاوضيه ابلغوا الاشتراكيين بطلبهم اربعة مقاعد في التفاوض فانتفض جنبلاط وانتظر عودة الحليف من السعودية لينجز التحالف مع القوات والمستقبل لترسو الخريطة على التحالف بين الاشتراكي والقوات والمستقبل في ظروف مشابهة لانتخابات 2009 ولكن وفق مقتضيات القانون الجديد.

لا يخفي العارفون في المختارة ان  الزعيم الاشتراكي كان يريد انتخابات بظروف افضل، وان يدخل تيمور الى المجلس بتحالف «طويل وعريض» مع التيار خصوصا وان جنبلاط تموضع كثيرا مؤخرا الى جانب رئيس الجمهورية ولم يعد يجد عائقا في زيارة بعبدا والوقوف على خاطرها هو الذي كان يكره نفسه عندما يلامس حدود اليرزة، لكن جنبلاط الاب بعد التصلب العوني وجد ان لا مجال الا بخوض المعركة ولو اتت النتائج «نص بنص» او انتزعت حصصه فالقانون هو القانون ومعظم الاحزاب خاسرة بموجبه ومقارنة الاشتراكي بالمستقبل من حيث الخسارة تثلج القلب.

فجأة سقطت الموانع او أسقطت من امام التحالف بين القوات وجنبلاط فتم «قلب» صفحة ناجي البستاني وما كان يثيره ترشيح البستاني من حساسية قواتية ولم تعرف الاسباب التي دفعت القوات لتجاوز هذا الترشيح او تلك العقبة حتى الآن وبسؤال الاشتراكيين عن الاسباب فان السؤال يتم تحويله الى القوات التي قررت الموافقة على التحالف مع الاشتراكي ولما حصل في لقاءات المستقبل والقوات الانتخابية، وحيث يتردد ان تفاهما انتخابيا واسعا سيريح وضع مرشح القوات في المتن الشمالي برفده باصوات المستقبل ولمعركة الوزير بيار ابو عاصي في بعبدا بالاصوات السنية للمستقبل.

اما سقوط الائتلاف بين الاشتراكي والتيارفمرده الى التيارالذي يعتبر من ساعات التفاوض الاولى انه «فائز» في الدائرة التي كانت مستحيلة عليه في اي انتخابات ماضية، فهو قادر  على خوض معركة مريحة في الجبل يستطيع فيها لاول مرة من ايصال مرشحين له في الشوف وعاليه، وهو يشعر اليوم بفائض قوة في الجبل بخلاف الماضي هو  بدون ادنى شك قادر على انتزاع ثلاثة مقاعد وحده، فالائتلاف مع جنبلاط والذوبان بالحالة الجنبلاطية لا يكسبه في معركة هو قادر على حسمها والتحكم بمسارها.

بين التيار والقوات التفاهم صار خلف خطوط تفاهم معراب على مستوى الدائرة والتنافس قائم بقوة، بعدما ثبت ان الحليفين يتنافسان على المقاعد نفسها وان «الخسة» الانتخابية كبرت في رأسيهما. وعليه فان التيار ماض الى 8 آذار للتحالف مع رئيس حزب التوحيد وحيث يجري العمل على تقريب المسافة بين وهاب والمير طلال ارسلان وازالة الموانع والحواجز بينهما لمواجهة حلف الاشتراكي والقوات والمستقبل. بدون شك فان الخلطة السحرية بين الاشتراكي والقوات والمستقبل قلبت المقاييس، هذه الخلطة لا يمكن ان تفهم نتائجها فالخرق الدرزي يمكن ان يطال المقاعد الدرزية.

في هذا الاطار تؤكد اوساط عونية ان التيار ليس مربكا من الائتلاف الذي حصل في الجبل وانه سبق ان رفض عروضا كثيرة لانه قادر هذه المرة على خوض معركة انتخابية بظروف مغايرة، وقادر على الفوز باربعة مقاعد وحيث يتم حاليا التوجه لتمتين لائحة 8 آذار فانضمام رئيس حزب التوحيد الى اللائحة يرفع سقف الربح للائحة الى خمسة مقاعد.