IMLebanon

العبارة السحرية والمهلة غير المفتوحة  

 

عبارة واحدة على كل شفة ولسان: ننتظر عودة سعد الحريري. جميعهم قالوها: من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى كتلة «المستقبل» النيابية في بيانها الصادر أمس، مروراً برئيس مجلس النواب نبيه بري وسماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، ورؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة الذين التقاهم الرئيس عون أمس، وأيضاً رؤساء الأحزاب والكتل النيابية والفاعليات.

 

وبدا الوضع وكأننا أمام عبارة سحرية فرضت ذاتها على الواقع المأزوم القائم في لبنان، في ما يبدو أنه إقرار شبه إجماعي على أن لا حلّ حاسماً في غياب رئيس الحكومة المستقيل.

فيطرح السؤال ذاته، وبإلحاح: متى يعود الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية التي كان قصدها لأربع وعشرين ساعة ليغادر بعدها الى العاصمة اليونانية أثينا ومنها الى شرم الشيخ المصرية حيث كان مفترضاً أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان قد سبقه إليها وفد إعلامي كبير يرافقه كرئيس للوزراء في الزيارات الرسمية؟!.

متى يعود الرئيس الحريري؟ أجل! قلنا إن السؤال فرض ذاته وبإلحاح. وهذه حقيقة. ويفترض التمييز بين طارحيه: بداية لاشك في أنّ الرئيس العماد ميشال عون يستعجل العودة ليجتمع مع رئيس الحكومة المستقيل ليبت وإياه موضوع الإستقالة: هل هي نهائية؟ هل يمكن الرجوع عنها؟ وبأي أسلوب… وفي ضوء ذلك «يُبنى على الشيء مقتضاه» كما ورد في أول بيان أصدره قصر بعبدا فور إنتهاء الحريري من تلاوة بيان الإستقالة. وكذلك الرئيس نبيه بري، ودار الفتوى، والوزير نهاد المشنوق وآخرون ينتظرون العودة للإستيضاح تمهيداً لوضوح الرؤية بشكل قاطع.

ولكن لا يفوتنا أنّ البعض يطالب بالعودة من باب الإحراج، حتى قبل أن تمرّ ساعات معدودة على الإستقالة ذهب هذا البعض الى إنتقاد تريّث الرئيس ميشال عون في قبول الإستقالة. ومعروف أن مثل هذا الموقف يدفع اليه بعض المسترئسين، كما بعض الذين يعتقدون أنهم يحرجون القصر وبيت الوسط في آن معاً.

إلاّ أن ثمة أمراً يجب ألاّ يفوت أحداً التنبّه اليه وهو أنّ الرئيس الحريري أتى، في صلب بيان الإستقالة، على ذكر إحتمال تعرّضه للخطر المباشر في محاولة لإغتياله لا سمح اللّه. ومع أن المرجعيات الأمنية في لبنان أجمعت على نفي علمها بهكذا محاولات، فإن مسؤولين سعوديين كباراً  ذكروا أن مصدر معلومات الحريري لهذه الجهة هو في أوروبا الغربية. ومهما كانت الإجتهادات والتوقعات فهذا الأمر يجب أخذه في الإعتبار.

ويبقى ثمة سؤال مركزي: هل إن المهلة التي أعطاها الرئيس ميشال عون لنفسه لبت موضوع الإستقالة هي مفتوحة؟ في ما لدينا من معلومات نجيب بالنفي. والوقت أخذ يبدو داهماً.