IMLebanon

ما هو المطلوب من سعد الحريري ؟

 

 

 

بداية،، ننطلق في كتابة هذا المقال معتمدين حكمة قالهاا احد الحكماء الاسبان وهي :«اصدق لغة هي لغة القلوب، وأخكم لغة هي  لغة العقل «.

ونزيد هنا اشارة اخرى ، الى انه اصبح الفرد  العربي هذه الايام  يلتجأ الى الامنيات والدعاء واحيانا الى النصيحة  ليس اكثر ،حيث تعقيدات الحياة السياسية  وضخامة الاحداث، تشير الى ان نفوذ وتأثيرات « لعبة الامم « و» القوى الخفية «والمصالح الدولية هي الفاعلة جدا، وهي للاسف تصنع القرارات والسياسات  والاستراتيجيات ومصير ومسار الشعوب وخصوصا في المنطقة العربية (ومنها لبنان)  .

 

ولكن من باب اعتقادي  الشخصي، ان الكتابة تبقى هي رسالة وامانة وليست سلعة وتجارة.

ومن باب انني فرد  من احدى  مكونات هذا  الوطن المتنوع التعددي، ولأنه لم تنجح  حتى الان جهود قبع الحسابات المذهبية والطائفية  من النفوس والنصوص، وذلك رغم ما  حاول  دولة  الرئيس  الشهيد  رفيق الحريري» عراب  الطائف»،  من ان يوفق بين هذا الامر (المعضلة)  وبين مسيرة العمران  والبنيان، طوال الفترة التي استلم فيها  موقع  المسؤولية  خلال  العقدين  ما قبل الماضيين،  وقد  استشهد  رفيق  الحريري عندما  علمت  القوى  القاتلة  انه سيبني   لبنان وطناً  حقيقيا لابنائه فقتلوه، لانهم لا يريدوا لهذا البلد أن يكون وطناً، بل محطة تجارب وساحة حسابات اقليمية وغير ذلك،  فقتلوه   في ١٤ شباط ٢٠٠٥، ومنذ هذا اليوم المشؤوم  دخل البلد والمنطقة في اتون ازمات  وخراب وحروب  متنقلة.

 

الكل يُجمع  ان استشهاد دولة الرئيس  الشهيد  رفيق الحريري،  كان خسارة تاريخية  للوطن  والمواطن، وايضا  خسارة للانسان  والكرامة والاستقرار في  لبنان وعالمنا  العربي ، حيث  منذ   شباط  2005  (كانت البداية  لأزمات المنطقة)  قد  توقفت الحياة الطبيعية في لبنان  والمنطقة  العربية ، وكل الاحداث والتطورات  منذ  ذلك  اليوم  المشؤوم، تؤكد  وتشير  الى ذلك ..

وسط  هذه المرحلة المفصلية، شاءت  الظروف أن يدخل سعد الحريري ساحة العمل السياسي    ومعه ارث  مركب حيث  هناك الرصيد  المعنوي والمادي الذي  تركه والده وقد رافق هذا الارث منعطفات ومطبات هوائية  وعوائق عديدة متجسدة في ذهنية  العاملين في العمل السياسي في لبنان ، ناهيك  عن المصالح  والحسابات الاقليمية  تجاه  لبنان ،  وهو البلد  الذي  كان  ما زال  في وسط  تعافيه من حرب اهلية   طويلة  .

في بداية عمله السياسي واجه سعد  الحريري سياسيين  (من فئة  كواسر) يحملون  ذهنية   الميليشيا، ناهيك  انه على المستوى الخارحي ،  شاهدنا  ان المنطقة   العربية   دخلت   في   ازمات   وحروب   في الاقليم ، انعكست سلبا  على علاقتها  مع  سعد  الحريري.

هنا،،  للاسف، دخل سعد  الحريري  الى  الميدان  وهولا  يحمل  اسلحة   تتناسب   مع متطلبات   المعركة  ، فقط يحمل امرين ، الاول  انه ابن  رفيق  الحريري، والثاني  الطيبة  الشخصية ، وبصراحة   وموضوعية  وشفافية، هذه الاسلحة لا تتناسب مع ما هو موجود على  الساحة  المحلية  والاقليمية، ومما زاد الطين بلة ان سعد  الحريري وضع بجانبه فريق  عمل من مساعدين ومستشارين، ليس  عندهم أهلية   ودراية وخبرة  سياسية  واخلاص اطلاقاً، بل  اثبتت  التجربة ، انهم  ضعفاء مصلحجية،  فكانت النتيجة الكثير   من  الاخطاء شبهالقاتلة، ومنها  ما  وصلت الى مستوى  الخطايا ، فخسر    سعد  الحريري   الكثير من  الدور  والموقع   والفعالية،   وهذا  كله   قد   ادخل  الطائفة  السنية  في    مشهد الاستضعاف  والتهميش، الى  ان اتت  ثورة  ١٧  تشرين، وتبعها  اعلان  اعتكافه  السياسي.

الآن ،  وبعد   مرور    ١٩  عاماً   على  استشهاد   رفيق  الحريري ،  وبعد   مرور  عامين   على الاعتكاف،   وبعد   احتدام  الحرائق  في   المنطقة   التي   تغلي   كثيرا   بنار   هذه  الحرائق،   والتي  قد  يتبعها تسويات وتحولات  وهواحس وجودية عديدة ، بعد  هذا  كله ،  نسال   ماذا    سيقوله   سعد  الحريري يوم ١٤ شباط؟

لا نعلم  ما سيقوله ، انما بامانة ودقة،  ولكن لا  بد من مراعاة الاعتبارات  التالية ، في حال  طبعا  يريد  قطع  الاعتكاف  والعودة  الى العمل  السياسي :

١-  « تطيير»  اكثر   من  ٩٥   بالمائة   من  طاقم  المستشارين   والمساعدين   وبدون  ادنى  محاباة .

٢- بالتاكيد انه خلال فترة الاعتكاف ، اجرى الشيخ سعد امربن ، وهما   مراجعة   شاملة  ونقدية  ذاتية   وتقييمية لكل خطوات المرحلة الماضية وتسجيل خلاصات واستنتاجات.

٣-   استقطاب نخب مؤهلة ومخلصة، وعندها  الوعي والمعرفة  السياسية. تكون بمثابة  دائرة صنع  القرارات .

٤-   اجراء  مسح   ميداني علمي  سليم  لحاجات  وتطلعات  ومتطلبات  ناسه  وبيئته .

٥- من الضروري  ان  يضع سعد الحريري  صيغة خلاقة  للتوفيق    بين   المصلحة  العليا للطائفة السنية خاصة، ولبنان عامة، وما   يتطلبه  « تظبيط « العلاقة  مع   الدول  العربية،   وتحديدا السعودية ،  وهذه  وبصراحة   معادلة تتطلب  فكر  استراتيجي وجرأة  وتماسك  ودراية عالية.

٦-  العمل على  سد  الفجوة  التي  اقيمت   مع  القاعدة  الشعبية  في  مختلف   المناطق   اللبنانية .

وفي الختام،،  ورغم  ما ذكرناه  من النقاط  اعلاه ،  نرى   ان  توقيت  وظروف  وعوامل  عودة  الحريري  لساحة   العمل  السياسي  مرتبطة  جدا   بما   يقرره   المشهد   الاقليمي في المرحلة  القادمة،  التي هي  لن تتبلور مركباتها  قبل  نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة.