IMLebanon

غلطة البطريرك

 

ذكَّرنا ما قاله غبطة البطريرك الراعي ضد “شعبة المعلومات” بأخطاء رافقت الأشهر الأولى التي تلت تنصيبه خلفاً لبطريرك المصالحة وثاني استقلال.

 

وإذ يأسف المرء لصدور كلام متسرّع واتهامات بحق جهاز أمني قدّم رئيسَه وسام الحسن ثمناً لاعتقاله من كان يحضّر لتفجير الافطارات وعلى مذبح سيادة لبنان، فإن وضع الأمور في نصابها يعيد الحق الى أصحابه. والحق هنا ليس ملك من طاوله الانتقاد بل ملك الموارنة وجميع اللبنانيين، و”الحق يحرركم” يا غبطة البطريرك أليس كذلك؟

 

ليس دفاعاً عن جهاز أمني. لكن، متى كانت هناك أقبية تعذيب لدى قوى الأمن الداخلي؟ ومتى تحدثت منظمات حقوق الإنسان عن ارتكابات؟ خبِّرنا إذا كانت لديك معلومات أو اثباتات أو شهود عدول وليس مجرد أقاويل وثرثرات.

 

لو كان ما تفضلت به صحيحاً يوم الثلثاء أمام نقابة المحررين، لتظهَّر حتماً في بيان المطارنة الشهري يوم الأربعاء. أما ان تنتصر، حسبما اتضح، لفريق سياسي لديه قاض موضع تحقيق وتضع المسألة في سياق الدفاع عن المسيحيين، فاسمح لنا أن نقول لك: هذا انحياز فاضح ولقد أخطأت في العنوان.

 

جلّ من لا يخطئ يا غبطة البطريرك. لكن غلطة من هو في مقامكم السامي تحسب ليس مرتين فقط بل مرات ومرات. فأهمية الكلام بقدر أهمية صاحبه وموقع القائل. وموقعك كان يلزمك التحفظ على الأقل ليتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أو بادِر الى سؤال اللواء عثمان.

 

ولأن كلام البطريرك هو بطريرك الكلام. هكذا تعودنا على الأقل منذ ولد لبنان مع البطريرك الحويك وصولاً الى البطريرك صفير، ندعوك الى شطب ما تفضلت به أمام رجال الاعلام من سجل البطريركية المليء بقيِّم الكلام. فنحن نريد ما يصدر عنها متناسباً مع تاريخ الصرح وسيرة البطاركة العلماء والشجعان. ونريده حفراً وتنزيلاً، أي “لكل مقام مقال”، ومقام قولك أكبر من رد فعل فوري نتيجة همس حزبي مسكين أو ادعاء ظلامة من مفبركة ملفات.

 

مجد لبنان أعطي لبطريرك انطاكية وسائر المشرق، وسيبقى كذلك مهما حصل من عثرات وهفوات.