IMLebanon

الخديعة التي أسقطها لبنان  

 

قبل أيام قال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لنقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي ووفد مجلس النقابة الذي رافقه في زيارة المديرية العامة: «إنّ إسرائيل ليست في حاجة الى ذريعة لتعتدي على لبنان». وأضاف: «هل كان في مطار بيروت في العام 1968 أسلحة وصواريخ عندما هاجمه الطيران الإسرائيلي وقضى على أسطول الطيران المدني اللبناني بطائراته كافة؟».

 

جاء هذا الحدث تعقيباً على الإدعاء الذي تقدّم به رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مستغلاً منبر الجمعية العامّة للأمم المتحدة للإدلاء بكلام مرفق بخريطة مفادها أنّ منطقة محيطة بمطار بيروت هي مكان يخزّن فيه حزب اللّه صواريخه. طبعاً لم تكن الخريطة تبيّن شيئاً من مزاعم نتانياهو.

ولقد نجح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، طوال نهار أمس، في دحض المزاعم الإسرائيلية إن بالكلام أو بالجولة غير المسبوقة على الأرض… وفي المناسبتين كان الحضور مهماً من سفراء الدول العظمى والدول الشقيقة والصديقة الى ممثلي المنظمات الدولية والأممية والإنسانية المعتمدين في لبنان، وبالطبع الى حشد من المراسلين الصحافيين والإعلاميين الدوليين والعرب والمحليين.

وإذ نرى في هذه المبادرة المهمة ما يدعو الى التقدير والتنويه، فإننا نود أن نشير الى أن الكيان الصهيوني لم يعترف أو يلتزم يوماً واحداً بمقررات الجمعية العامة للأمم المتحدة. فهذا المنتدى الدولي الأممي الأكبر والأكثر شمولاً صدرت عنه «كميات» من القرارات التي تدين إسرائيل أو تندّد بها وباعتداءاتها، وتدعوها الى مواقف محدّدة إن بالنسبة الى حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي تقرير مصيره… أو بالنسبة الى البلدان العربية المتضررة من إسرائيل واعتداءاتها وحروبها، وفي مقدّمة هذه البلدان يأتي لبنان.

فإذا كان هذا موقف إسرائيل التاريخي منذ 1948 مع «هيئة الأمم» ولاحقاً «الجمعية العامة للأمم المتحدة»، فلماذا يلجأ إليها نتانياهو اليوم؟ وهل بدّل الكيان العبري في فلسطين المحتلة موقفه منها؟!

الجواب معروف سلفاً: لا ! إلاّ أن «الإسرائيلي» أراد أن يستفيد من هذا المنبر الكبير، بل الأكبر قاطبة، كي يروّج لمخططاته، السياسية… وربما لما يخطط له من إعتداءات تبلغ حدود الحرب ضدّ لبنان!

وفي تقديرنا أنّ نتانياهو كان محرجاً بالنسبة الى الإجراءات العدوانية التي يقوم بها بدعم وتغطية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب صاحب المبادرات «القاتلة» للقضية الفلسطينية (نقل السفارة الى القدس، وقف المساعدات للأونروا، طرد الممثلية الفلسطينية…) نقول كان نتانياهو محرجاً إزاء هذه التطورات كلها، فلجأ الى إثارة هذه «القضية» المفتعلة مع لبنان لأنه لا يملك أن يتهم لبنان بإطلاق النار باتجاه إسرائيل… «ولا رصاصة واحدة»، كما قال الرئيس عون من المنبر ذاته. فهذا لم يحدث، والعالم كله يعرفه، فاختار هذه الكذبة التي أحبطها جبران باسيل، أمس، بالصوت والصورة وعلى مرأى من العالم كله.