IMLebanon

إلى الشارع… أنتم الشرعية

 

 

عودة الروح إلى الثورة تُلقِمُ حَجَراً كل من حاول الرهان على إطفاء جذوة التمرد التي أشعلها الشعب اللبناني دفاعاً عن كرامته وحقه في الحياة وإنهاء عهود الفساد.

 

وإذ جرَفت الموجة الأولى التي انطلقت في 17 تشرين الحكومةَ وعرّت السلطة من أوراق التين، فإن الأمل معقود على أن تذهب الموجاتُ التالية بتحالف المافيا والعصابات الممتد من السياسة الى المصارف، وكل من شدَّ على مشدّ أصحابها من جلاوزة وعَسَس وأصحاب نفوس وضيعة في كل الأحزاب والنقابات والمجالات.

 

إنتهينا من التصنيفات. حَراك، تمرد، انتفاضة، ثورة، لا فرق. شارع الثوار هو نبض الشعب وشرعيته وتعبير فعلي عن إرادتهم السياسية في كنس المتحكمين بمصائرهم، قبل أن يكون تعبيراً عن “الوجع” أو صرخةً متأخرة أو مطلباً واجب التحقيق.

 

لنضع الأمور في نصابها. ولنُخرس الأفواه التي تعيب على الانتفاضة الشعبية ان تكون مسيّسة. هي مسيّسة رغماً عنكم وعلى رؤوس الأشهاد، لأن السياسة عمل نبيل همُّه تدبير شؤون الناس، وهي تمارسه بعفويتها أو بتجربتها الغضَّة وخططها المستجدة المبدعة، وليس عملاً حقيراً كالذي مارسه أهل السلطة (كلن يعني كلن)، فتحاصصوا وتناهبوا واستخدموا الطائفية والمذهبية في حفلة الابتزاز الجماعية.

 

ترجع الثورة مسلّحة بتجربة نحو ثلاثة شهور، مرّت فيها بطلعات ونزلات، لكن السلطة بقيت كما هي: وجوهٌ لئيمة متمترسة خلف شرعية واهية. وكلام تافه عن أرقام واحصاءات، ومحاولات رخيصة لإثارة شارع ضد شارع وتأليب الناس ضد الناس.

 

“خلص الفيلم”. نصَّابو المصارف و”قدّيس المركزي” بالتحالف مع أصحاب المعالي والسعادة، حاليين وسابقين، باتوا في سلة واحدة. بعضهم يجب ان توضع في يديه الأغلال وبعضهم الآخر يجب ان يُرفَس ليذهب حيث يشاء. وسيكون من الغبن إن عاد الوقحون الأقحاح منهم الى حياتهم العادية والشاشات وارتياد الأماكن العامة بلا حساب.

 

لا مجال للخوف. ما على الثورة إلا النزول الى الشارع والساحات. ولتصدح “الهيلا هو” لأنها أصل الأخلاق في مواجهة فاقدي الضمير وحس المسؤولية والأخلاق، ولأنها ضرورية لكسر “التابوهات”. وليعلم من يرغب في القمع ان سلوكه غير شرعي، لأن غطاءه سلطة فاسدة وقانونٌ يُستخدم حسب الأهواء. فحق الناس في استعادة كرامتها مكفولٌ تحت سقف الدستور. والشعب مصدر السلطات وهو أطلق عملية استعادتها منذ 17 تشرين. أما حديث القوانين الدولية التي تمنع قطع الطرقات فوَهْمي ومرفوضٌ جملةً وتفصيلاً من الثوار…

 

وهنا رسالة الى قائد الجيش العماد جوزف عون: كلنا نتمسك بالمؤسسة ونحترمك ونراهن عليك. مكانك جنب شعبك وليس بجانب الحكام حين يأكلون عرق جنودك وموظفي بلدك والمزارعين والعمال ويحرمون المستشفيات من المستلزمات ويدفعون الشباب الى المغتربات.

 

ورسالة الى قوى الأمن الداخلي وعلى رأسها العماد عثمان: كنتَ حليماً وحكيماً حتى الآن، فابقَ على هذا النهج وتجنَّبْ الاساءة الى المتظاهرين. واجهتَ بشجاعة محترفي الدم والارهاب والاغتيال والخارجين على القانون، فلا تلطّخ تاريخَك قبل تقاعدك بجُبن من يتورطون بدم أبرياء هدفهم استعادة دولة القانون.

 

هذه ثورة محكومة بالانتصار أو سنبقى محكومين بالزعران فيتابع وطننا الغرق في الأوحال. هي بداية الغضب، وسيُبنى على الشيء مقتضاه.