IMLebanon

تقرير للامم المتحدة: ما هي أفضل الطرق لدعم لبنان؟

 

في شهر تموز الفائت، وعلى هامش المناقشة العامة للجمعيَّة العامة للأمم المتحدة قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانَّا فرونتسكا، يُصعب علينا رؤية لبنان يواجه ازمات اجتماعية واقتصادية ومالية خطيرة، لكن الذي يجعلني استمرّ متفائلة هو أنّ المجتمع الدولي ككل بما فيه الأمم المتحدة ما زال متواجداً بقوة الى جانب لبنان. وأكّدت المسؤولة الأمميَّة على وجوب تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن، لكن ما يهمّنا هو أن يكون الاهتمام بالشعب اللبناني في المقدّمة ومن الأولويات. إنّ السلطات اللبنانية وللأسف الشديد لا تعتني كما يجب وكما ينبغي بشؤون وشجون المواطن اللبناني، بالشباب عصب الوطن، وبالأشخاص الضعفاء البؤساء، ولكبر السن والنازحين والأطفال كأولوية.

 

من هنا تقول السيد فرونتسكا، اعتقد أنّ إيلاء الأهمية القصوى للانتخابات النيابيّة كافٍ لإحداث التغيير المنشود، عبر إتاحة الفرص للشباب اللبناني الغير منغمس بآفة الفساد بالمشاركة في الحياة السياسيّة اللبنانية، وأضافت أنّ الأمم المتحدة مستعدّة لتقديم المساعدة في هذا الشأن، عبر جعل الأجيال الجديدة تستعين ببرنامج خبراتها، لكي يتسنّى للبنان تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، تكون المشاركة الكثيفة فيها لعنصري النساء والشباب. ومن جهة أخرى قال المدير الإقليمي لدائرة بلدان الشرق بمجموعة البنك الدولي ساروج كوقارجاه، ان لبنان يواجه بشكل عنيف أزمات متعدّدة، لا أزمة واحدة فقط. فبالإضافة الى معاناته المأساوية من الأزمة الاقتصادية والمالية، فهو عانى الأمرَّين من تأثير جائحة الكورونا وكارثة الانفجار في بيروت، فضلاً عن أنّ عامل وضع لبنان ضمن المراكز الثلاثة الأولى، من حيث رزوحه تحت نير أسوأ أزمة اقتصادية ومالية نتيجة تفجر البركان منذ سنتين وما زال ذلك البركان يقذف حممه اللاهبة على التعساء والفقراء والجائعين من اللبنانيين، مرده عدم وجود أي اجراءات سياسية من قبل المسؤولين لاتخاذها، وأشار المسؤول في البنك الدولي الى أنّ أداء الأطفال اللبنانيين المشاركين في اختبارات التقييم الدولية ليس جيداً على الاطلاق لأنهم اليوم قابعون في أسفل المنطقة العربية، مقارنة مع زمنٍ اعتلى فيه لبنان عرش المقدمة أو مرتبتها الأولى.

 

لذا ومن أجل احداث فرق في حياة الناس، دعت المجموعة الاستشارية لإطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار 3RF في لبنان الى تشكيل حكومة دون تأخير!! لأنّ نصف الشعب اللبناني بات يحيا تحت خط الفقر والبطالة مستمرة في الارتفاع. وأشار كومارجاه المسؤول في البنك الدولي الى أنّ أزمة التعلم باتت مصيبة وستلقي بثقلها على مستقبل لبنان والأجيال القادمة وقال، نحن قلقون للغاية بشأن تدهور جودة التعليم في المدارس والمؤسسات التعليمية اللبنانية. وشدّد جاه على الضرورة الملحة لإصلاح قطاع الكهرباء، قائلاً بأنّ مشكلة لبنان اليوم سببها بشكل رئيسي قطاع الكهرباء، وهناك جزء كبير من الديون يأتي من قطاع الكهرباء، واذا استمر يضيف جاه دعم مؤسسة الكهرباء بمبلغ ملياري دولار في المتوسط كل عام، ولبنان لا يملك هذه الأموال، هنا تكمن المعضلة الحقيقية، لذا يدعو جاه الى استخدام الرياح الشمسية والطاقة المتجددة. ويدعم البنك الدولي برامج متعددة في لبنان، من بينها مشروع اطلاق شبكة الأمان الاجتماعي الطارئ، وهو مشروع تبلغ قيمته نحو 246 مليون دولار لتحويل النقد للأسر التي تعيش في فقر مدقع على اساس شهري. واردف جاه، نقوم ببعض الأعمال التحضيرية مع الحكومة لإطلاق البرنامج على الفور، ونأمل بأن يسير هذا البرنامج على سكته الصحيحة، لأن هذا يجعل مجموعة البنك الدولي ترضى عن تنفيذه، وبالتالي يصبح الاستعداد لتوزيع المزيد من المواد المالية وتوسيع نطاق برنامج شبكة الأمان الاجتماعي جاهزين للدخول حيّز التنفيذ. وتعود منسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا لتقول بأنّ اللبنانيين موهوبون جداً، لكن ما نفتقر اليه هو استغلال تلك المواهب من أجل سلامة الصالح العام، والاصلاح بمفرده هو الكفيل بجعل الثقافة الجديدة تكسر الآليات القديمة الفاسدة، لجلب الأمل للبنان ويبقى الأمل ثروة كبرى علينا استثمارها.