IMLebanon

ماذا عن المندسّين؟

ما حصل أيام السبت والاحد والاثنين مشهد جميل ومقرف في الوقت نفسه. جميل لأننا بعد 10 سنوات رأينا شباباً فقدوا الأمل، لم يشاركوا في أي نشاط سياسي من قبل، يتجهون من تلقاء أنفسهم الى ساحة رياض الصلح لأنهم شبعوا دجلاً وكذباً وتهجيراً وقمعاً!

من جهة أخرى هو مشهد مقرف: سيناريو مركب لإرسال “زعران” كي يتواجهوا مع القوى الأمنية ويخربوا بيروت ويتصرفوا كأنهم في شريعة الغاب، فيحطمون شارات السير التي هي ملك كل الشعب اللبناني ورمز ما تبقى من حضارة ونظام في لبنان، ويعتدون على أملاك الناس… البعض يقول انهم من “جماعة أمل” كما أخبرنا بعض المتظاهرين يومها. فعندما رأوا أصحاب العضلات والدراجات وراحوا يسألونهم من أين أنتم أجابوا “من الخندق الغميق”. وبعضهم الآخر كان يقول “من بعد الله في نبيه” والبعض “كلن سراقين إلا الاستيذ”. فهنا نسأل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري: هل أنت وحركة أمل كنتما على علم بأن هؤلاء الشبان سينضمون الى تظاهرة شعارها ضد الطبقة السياسية التي تنتمون إليها لافتعال حالة شغب؟ واذا لا كيف؟ ولماذا شاركوا؟ مخابرات الجيش والقوى الأمنية أوقفت عدداً كبيراً، هل تتمّ محاسبتهم أم إن اتصالات ستُجرى لتخلية سبيلهم؟ وهل تتجرأ السلطات القضائية والأمنية على أن تفضح مَن وراء هذه الهمروجة؟

من جهة ثانية، أن يتوجه الناس والشباب للمطالبة بالتغيير فهو أمر مهم جداً، خصوصاً لدى من كان صريحاً في مطالبه. لكن مشكلة هذا التحرك انه في ظل هذه الأوضاع يجب أن يكون ضمن خطة عمل واضحة:

أولاً، على هذه الحكومة ألا تستقيل لأننا سندخل في المجهول، ولانها آخر ما يتبقى من سلطة شرعية! بل يجب الضغط عليها لحل أزمة النفايات من دون السماح بسرقتنا مجدداً أو السماح لهم بتقسيم الحصص على حساب الناس، ووقف المسرحية التي جرت بالامس في مجلس الوزراء.

ثانيا، يجب أن يكون الاعتصام سلمياً كي يجبر النواب على انتخاب رئيس للجمهورية، ثم إجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد. وهنا عمل الهيئات والمجتمع المدني والرأي العام، وهنا دورهم كي يضغطوا لتحقيق مطالبهم بطرق عديدة وليس فقط في الشارع.

ثالثاً، يجب إيجاد حزب جديد أو حركة جديدة تعمل على تغيير العقلية وعلى جذب أكبر عدد ممكن من الذين يرفضون 8 و14 آذار، ولكن مع أفكار ومشاريع لا فقط مجرد معارضة ورفض للجميع، بل أفكار جديدة!.

من هنا يمكن أن يبدأ التغيير، لأن التغيير في الشارع من دون رؤية وبديل، والمطالبة باستقالة الجميع وبتغيير النظام من دون مسودة أو تصور لنظام جديد ليس بالأمر السليم!