IMLebanon

متى يُصبح تدمير لبنان…نعمة؟

 

قد يقبل اللبناني ان يُدمّر وطنه، وان يُقتَل من شعبه، وان تعود به الحياة خمسين سنة الى الوراء واكثر، اذا كان الثمن ازالة اسرائيل من الوجود، وعودة الارض الى اهلها، وعودة اهلها اليها، واعادة بناء الوطن والانسان من جديد، على قاعدة السلام والامان والاخلاق والانتماء، واهم من كل شيء على قاعدة الديموقراطية الحقيقية والحرية المسؤولة، والنظام المدني غير الطائفي، والحق والقانون. ولكن ان يدمر لبنان، وتدمر بناه التحتية ومؤسساته التي بنيت بعرق جبين اللبنانيين، ويتحول اللبنانيون الذين بقوا على قيد الحياة، الى جرحى ومعوقين، وفقراء وشحاذين، لتعود الحياة الى ما هي عليه اليوم، فهذا ظلم يرفضه المنطق والعقل السليم.

اذا كان حقيقة، هناك التزام بسياسة النأي بالنفس عما يجري من حولنا، فان لبنان لا يمكن ان يكون معنياً بما يدور في سوريا والدول العربية الاخرى، كما انه يجب الا يكون معنياً بالحوار الملتهب الذي يدور بين رئيس الولايات المتحدة الاميركية وبين ايران، حول الاتفاق النووي، والذي تحاول اسرائيل اقحام لبنان به، بمثل محاولة قوى الممانعة اعتبار لبنان جزءاً من محور مواجهة اسرائيل، بحيث فتحت الباب لوزير الحرب الاسرائيلي فيغدو ليبرمان الى اعتبار الجيش اللبناني جزءاً من حزب الله.

ان المراقبين الغربيين والعرب لا يستبعدون نشوب حرب بين اسرائيل ولبنان، في حال تحول التأزم بين الولايات المتحدة وايران الى حرب، كما ان وزير الدفاع الايراني حسين دهقان اعتبر ان الطريق الذي اختاره الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيؤدي الى الحرب، وايران سترد في شكل كاسح على اي اعتداء ضد اركان النظام ما يعني ان نسب نشوب حرب في الشرق الاوسط تعادل حتى الان نسب عدم نشوب الحرب، والامر في النهاية متوقف على موقف الولايات المتحدة من موضوع السلاح النووي الايراني وبترسانة الصواريخ البالستية الايرانية، لكن السلطات اللبنانية مسؤولة عن بذل كل جهد لتحييد لبنان عن كوارث اي حرب مقبلة، وقد يكون موقف سفيرة واشنطن في لبنان اليزابيت ريتشارد، الذي ابلغته الى قيادات سياسية وروحية رفيعة من ان بلادها غير معنية بتصريح ليبرمان حول الجيش اللبناني، وهي ماضية بتزويد لبنان بالسلاح والعتاد والتدريب، مساعداً على تخفيف التوتر على الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية، بمثل مساعدة الزيارة المرتقبة لقائد الجيش العماد جوزف عون لواشنطن قريباً.

***

بما ان الحديث يتمحور حول الجيش اللبناني، نشرت اخبار في صحف ومواقع الكترونية عدة حول ان هبة الاسلحة التي قدمها الاردن للجيش اللبناني في بداية هذا الشهر وابرزها 20 دبابة من طراز «ام 60» ليست صالحة للاستعمال، وهي قديمة وتتطلب اعادة تأهيل كاملة قبل ان تصبح صالحة للخدمة، وتجري حالياً اتصالات لتأمين المال اللازم لاعادة تأهيلها، وبانتظار توضيح من قيادة الجيش حول الموضوع لا بد من التذكير بان العاهل الاردني الملك حسين، كان دائماً يلبي طلب السلطات اللبنانية، ويقدم عتاداً واسلحة مثل المدرعات والدبابات وكانت صالحة للخدمة مباشرة، وليست متهالكة وقديمة في حال تم تأكيد ما نشر.