IMLebanon

زحلة.. و«تناتش» المسيحيين على طبقها

ترسم صورتا رئيس «الكتلة الشعبية» الياس سكاف ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع «المتواجهتان» في ساحة شهداء زحلة، معالم العلاقة السياسية بين الرجلين، التي لا تخلو من التوتر.

كما تعكس السجال القائم حالياً بين الفريقين، وهو حلقة من حلقات الصراع السياسي المسيحي على قضاء زحلة، بين التيارين من جهة، ومع بقية القوى المسيحية والتي تتدفق بكثرة في هذه الأيام إلى المدينة، من جهة أخرى.

إذ ما إن ودّع الزحليون النائب سامي الجميل الذي زارهم منذ أكثر من أسبوع، حتى استقبلوا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي جال في البقاع الشرقي، إلى أن شهدوا على أحداث وخطابات «خلوة قواتية» عقدت في مدينتهم وتخللتها مداخلة لجعجع من معراب عبر «السكايب» وتضمّنت كلاماً سياسياً أطلق شرارة السجال بين سكاف و»القوات».

وليس مستغرباً هذا التوتر في العلاقة المتشنجة، لكونه يعود الى سنوات خلت بسبب الصراع الزحلي القديم الذي يتأرجح بين الهوية الحزبية والهوية السياسية التقليدية.

فسكاف لا يريد شريكاً مسيحياً في عقر داره يقاسمه بما يراه حقاً له من المواقع السياسية والانتخابية، في المقابل ترفض معراب أن تتخلى عما حققته في هذه الدائرة التي يقول عنها جعجع إنها «عاصمة» القواتيين الثانية بعد بشري، كما لا يريد منافساً له في طبقه الزحلي.

يقال إنّ هذا السجال السياسي يأتي في الوقت الضائع، بفعل التمديد للمجلس النيابي الذي لم يحل دون توقف محركات القوى المسيحية او ابتعادها ولو مؤقتاً عن الساحة الزحلية. لا بل على العكس فإن القوى السياسية والحزبية المسيحية لا توفر مناسبة لتتسلل الى هذا القضاء الذي ينام ويستفيق على الاحاديث السياسية.

يتحدث المقربون من «الكتلة الشعبية» عن خوف ينتاب قيادة معراب التي تشعر بخطر داهم مردّه انعطافة سكاف وخطاب استقلاليته ونأيه عن الاصطفافات السياسية والطائفية داخل معسكري «8 و14 آذار». وتخشى «القوات» من أن تُقابل حيادية سكاف بمثلها عند «تيار المستقبل» الذي لا يزعجه هذا التوجه السكافي، وهذا ما يفسّر بعض الرسائل الإيجابية التي يتم تبادلها بين سكاف و»التيار الأزرق» في ظل رعاية سعودية لهذا التوجه.

في المقابل يشير المقربون من «القوات» إلى أنهم «يتصدرون المرتبة الاولى في ترتيب القوى المسيحية في زحلة وليس هناك من منافس لهم، والساحة الزحلية أثبتت هذا الموقع في أكثر من مناسبة. وهذا ما يشكل كابوساً عند الوزير سكاف الذي لم يصدّق حتى اليوم بأن الشارع الزحلي قد تغيّر وبات له تمثيله الذي يراه صحيحاً وواقعياً بعيداً عن الإقطاعية السياسية التي لم يعد لها حياة في لبنان»، بحسب المصادر القواتية.