IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “أوتي في” المسائية ليوم السبت في 24/5/2014

otv

مثلما تسلم سلم. العام 2008 دخل العماد ميشال سليمان قصر بعبدا رئيسا ولم يجد من يتسلم منه الرئاسة، وفي ايار 2014 يغادر الرئيس الثاني عشر للبنان الاستقلال، والرابع لجمهورية الطائف، قصر بعبدا من دون ان يجد من يسلمه الرئاسة.

الرئيس لحود غادر بعبدا حليفا للمقاومة خصما ل”14 آذار”، والرئيس سليمان يترك القصر خصما للمقاومة حليفا ل”14 آذار”.

قلبت حرب سوريا الرهانات، فلم يحظ الرئيس سليمان الذي زكته مصر وقطر والسعودية وقبلت به المقاومة وسوريا، بنعمة التمديد كسلفيه الرئيسين الهراوي ولحود، بسبب ما اعتبره “حزب الله” انقلابا من سليمان على المقاومة وسوريا والرهان على خسارة الأسد ومحاصرة المقاومة، فكان الرد ببيان السطرين الشهيرين الذي بدد آمال التمديد لسنتين وربما أكثر.

الواقعية تفترض القول إن الرئيس سليمان لم يتمكن من تحقيق الكثير، لا بل لم يحقق شيئا من خطاب القسم، لا اللامركزية الادارية ولا قانون الانتخاب ولا التعيينات التي جمدت لخمس سنوات ولم يفرج عنها الا بعد تشكيل حكومة الرئيس سلام بتفاهم الحريري- عون. الانجاز الوحيد كان اعلان بعبدا، برأي الرئيس، والمرفوض وغير الموجود برأي فريق واسع.

أما الانصاف فيقتضي الاقرار بأن خروج الرئيس سليمان من بعبدا كان خروجا مشرفا. استقبال واحتفال أشبه بتظاهرة. اشادات وتنويهات. أوسمة وتقديرات ومئات الشخصيات حضرت لوداعه، فيما غاب عون وبري و”حزب الله” وفرنجية وارسلان.

لم ينس الرئيس سليمان تخصيص وليد جنبلاط الذي نسي اسمه الاسبوع الفائت في بريح عن قصد أو غير قصد، لم ينس ان يمنحه وساما لم يعطه لأي من السياسيين، تقديرا ل”بيضة القبان” الذي أطاح بحكومة ميقاتي والتحالف مع “14 آذار” لمصلحة الواقعية بعد 7 أيار، والتعقل بعد صمود الأسد، علما ان سليمان هو الرئيس الوحيد الذي لم يتعرض لأية “ساعة تخلي” من وليد جنبلاط طيلة ست سنوات، وهذه مفارقة نادرة في علاقة جنبلاط مع رؤساء الجمهورية.

لم يغادر سليمان من دون اقتراح متأخر لتعديلات دستورية لم يتمكن، وربما لم يمكن، من امرارها في ولايته.

لم يسلم سليمان الفراغ فحسب، بل مجلسا نيابيا ممددا لنفسه، وحكومة قد لا تقوى على مواجهة أوضاع طارئة، كما توقع في آخر كلمته الوداعية.