IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 20/3/2017

وضعت في التداول اوراق من العملة السياسية النادرة، فبعد وقوع الفاس بالراس تحول صانعو الضرائب الى خبراء اصلاح ضرائبي واصبحوا جميعا قطعا حتما علماء في الذرة المالية، لكن اين كانوا عندما وقوع الجرم في مجلس النواب ولماذا لم يقدموا مقترحاتهم الى اللجان النيابية قبل اربع سنوات ومن ثم الى الهيئة العامة في جلستها الاخيرة؟

ففي الليلة النيابية الظلماء يفتقد بدرهم، من رئيس الحكومة سعد الحريري الى رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان فوزير المال علي حسن خليل ومن خارج الندوة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ولشحن الطاقة كان لا بد من القرار الظني الذي اصدره سيزار ابي خليل وبمجملهم توافقوا على اتهام مافيات المصارف وضبطوا محاولة انقلاب سياسية من قلب المجلس، واعلنوا الحلول البديلة للضرائب وبطريقهم عرجوا على انزال قانون العقوبات في حق النائب سامي الجميل، وتحت شعار لا يعقل نسأل هل للمصارف صوت في مجلس النواب؟ هل تمثل الحراك الشعبي في نائب مدسوس؟ وهل تتلصلص الهيئات الاقتصادية على ساحة النجمة لضربها بالاسهم المالية؟ وهل للجميل كتائب برلمانية مجوقلة تلعب بالنصاب فتعطله؟ فمن فرط الجلسة هم السادة الكرام انفسهم، هم النواب الذين فرضوا الضرائب وهدروا دم السلسلة، ثم تسللوا من دون ترك بصمات على الانسحاب، فكفى بحثا عن مافيات غيركم، واسئلة عن مصارف واتهام لحراك وضربا لسامي الجميل الذي اتخذت الحكومة اكثر القرارات صوابية عندما وضعته خارجها ليبقى صوتا معارضا.

واليوم فإنه بموجب الاولويات يتقدم قانون الانتخاب على السلسلة بحسب بيان سابق للرئيس نبيه بري، فإذا كان القانون قد تعلعل اربع او خمس سنوات فأبشر بالسلسلة التي طارت ودفنت في مقبرة واحدة مع القانون، وقد بدأت مراسم الدفن اليوم بزيارة قام بها وزير الداخلية نهاد المشنوق لبعبدا مبشرا بتأجيل انتخابي تحت المسميات التقنية، واللافت ان رئيس الجمهورية ميشال عون لم يعلق على هذا التمديد المتخفي بثوب التأجيل، وبعد زيارة المشنوق تداول الرئيس سعد الحريري مع الرئيس عون في ملفي الانتخابات وتمويل السلسلة، حيث اكد ان مكافحة الهدر وحدها لا تؤمن الايرادات، بل يجب ان يكون هناك اصلاح اداري وضرائب تشمل الشركات الكبيرة، وهذه الشركات او المحميات وضعها وزير المال علي حسن خليل على مشرحة الذبح معلنا ضرائب تطاول رؤوس الاموال، لكن وزير المال الذي فند الضرائب علميا رفض لقاء وفد الحراك الذي جاء لمناقشته مباشرة على الهواء ما سبب اشكالا عند بوابات وزارة المال، وتحدثت شخصيات من الحراك عن تدافع وضرب تعرضوا له من قبل الجيش المولج لحماية المكان.

شباب الحراك الذي ذهب لحوار وزير المال وتعثر عند ابوابه ما زال مترددا في تأليف لجنة تطرح مطالبها على رئيس الحكومة سعد الحريري، ولما طرحت الجديد مبادرة الجمع بين الطرفين تحت شاشة واحدة، فقد ابدى رئيس الحكومة استعداده للحوار، وقال النائب عقاب صقر للجديد ان الحريري قدم مبادرة غير مسبوقة للوصول الى حل، ورفض مخاطبة المتظاهرين من عليائه في السرايا بل اتخذ خيار الشارع والتواصل مع نبضه، واضاف صقر ان الحريري يريد حلا وليس لديه اعتراض على اي شكل من اشكال الحوار، لكن ليس على قاعدة اسقاط النظام، بل لمناقشة المسائل المختلف عليها ضرائبيا ومعيشيا، فهل يتلقف رئيس الحكومة سعد الحريري مبادرة قناة الجديد؟ وما عليها سوى ان تشكل لجنة وتحاور وربما تنتزع مطالبها من قلب السرايات وليس عبر ضفافها، اما اذا كان لديها اي مخاوف كمن تجارب سابقة مع سوء تعاطي الحكومات التي حاورتهم قناة الجديد فإن قناة الجديد تدعو الى حوار مباشر وعلني على الهواء ينقل عبر جميع محطات التلفزة.