IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 19/09/2019

” بإسكال” سريع في الرياض وإطفائه شمعة عيد ابنه أدى رئيس الحكومة سعد الحريري فريضة عابرة في السعودية، قبل أن يسير طائرته إلى باريس التي وصل إليها مساء اليوم . وعلى جدول أعمال الحريري في العاصمة الفرنسية ترميم أموال سيدر التي أصابها ” النش والعفونة ” وذلك في لقاء يجمعه صباح الغد مع متعهد المشروع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون .

والحاصل المالي على الأرض الفرنسية يعطي الحريري الأمل بإجراء عملية صيانة على مشاريع سيدر، أما المحطة السعودية فلم يظهر من نتائجها سوى التصريح الذي سبق الزيارة، وعبره ضخ وزير المال السعودي محمد الجدعان تصريحا أودعه محفظة رويترز، معلنا إيمانه بلبنان وبضرورة توفير الأموال لمساعدته ولكن بقيت عملية التنفيذ مبهمة في انتظار مؤتمر الاستثمار السعودي في تشرين الأول المقبل الذي سيشارك فيه لبنان عبر الحريري ووزاء.

والمانح السعودي بالتصريح يتطلع أولا إلى الخروج من أزمته في آرامكو التي يحملها وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو كأسهم للبيع ويتنقل فيها بين السعودية والإمارات طارحا أوراقها بالعملة الصعبة التي ستجنيها واشنطن لإطفاء النار .

وإلى أن يتحدد السعر الأميركي فإن التصريحات ” طالعة نازلة ” فتبقي الإدارة الأميركية على سلاح الحل بالتفاوض قائما وتشهر سلاح التهديد بالحرب على إيران .

وفيما أغرقت السوق السعودية بتصريحات أميركية للثنائي ترامب-بومبيو باتهام إيران رفض البنتاغون هذا المساء القول ما إذا كان يعتقد بأن الهجوم على منشآت النفط قد انطلق من إيران ولا بد من أن المؤسسة الحربية الأميركية البنتاغون تعرف نقطة الانطلاق وتمسك بورقتها الى حين رسمتلها وقبض أثمانها .

وهي تركت المملكة تعلن ما لديها من أدلة ظلت فارغة من أهم نقاطها وهي: نقطة الانطلاق وهذه الثغرة مفتوحة على الشمال السعودي الذي يمكن أن يكون شمالا محليا لصعوبة تحليق المسيرات مئات الكليومترات .

وما كان ثغرة ناقصة في المؤتمر السعودي بالأمس جاء قطعة فنية ممسوكة ومتقنة في مؤتمر وزارة الدفاع اللبنانية اليوم ، فقيادة الجيش اللبناني وبعد درس تقْني معمق انتشلت الصندوق الأسود للطائرتين المسيرتين اللتين اتخذتا خط سير مطار هابونيم العسكري الإسرائيلي ثم “الجناح” على الشاطىء اللبناني فضاحية بيروت الجنوبية .

وقدم وزير الدفاع الياس بو صعب من اليرزة عرضا تقنيا محكما أعدته قيادة الجيش وأثبت نظرية عدم قدرة المسيرات على التحليق مسافات طويلة, ولصعوبة التحليق بالمتفجرات فقد اعتمدت على الانطلاق من البحر اللبناني .

هو عرض عسكري باهر لهندسة الجيش اللبنانية والضباط الذين التقطوا خيوط مسار المسيرات وفككوا لغزها في عمل مهني دقيق ليس ابن ساعته على غرار المؤتمرات العاجلة عربيا .

هنا دقة وحرفة وتقارير تستند إلى علم تقْني وليس الى الاتهام السياسي الذي لا يستند الى قاعدة انطلاق .