إنجاز أمني كبير حققته المديرية العامة للأمن العام، على قدر خطورة أحمد الأسير.
اليوم تكاملت بطولات الجيش اللبناني الذي أجهض مشروع الأسير في عبرا، مع جهود الأمن العام الذي أثبت أن مؤسساتنا الأمنية ساهرة، فالمديرية رصدت وتتبعت ولاحقت الإرهابي الأسير حتى أوقفته في عملية نوعية بكل هدوء.
هنا تكمن قدرة المديرية، وهنا تثبت فاعلية أجهزتنا الأمنية. لم تتأثر تلك الأجهزة بالتشويش السياسي الحاصل في البلد، ولا بأجواء المزايدات ولا بتعطيل المؤسسات، فبقيت توزع أدوارها وتقوم بمهامها، ومن هنا تحقق إلقاء القبض على أخطر المطلوبين في لبنان أحمد الأسير.
خطورته أنه حرض اللبنانيين على اللبنانيين وعبث بثوابت العيش الواحد، وقاد حملات مذهبية وطائفية، ونفخ حجمه مضللا مستغلا، وصوب على المؤسسات العسكرية واستهدف الجيش بالتحريض ثم بالنار، وظن حينها أنه سيقلب المعادلة اللبنانية، لكن لبنان أكبر منه، فطارده وأعاده إلى حجمه موقوفا إرهابيا في يد العدالة.
أحمد الأسير تخفى في الفترة الماضية بعدما أصبح طريدا، وتنقل بين أمكنة عدة، لكن عيون الأمن العام كانت تترصده، فغير في شكله، وحاول الفرار من مطار بيروت إلى مصر ثم إلى نيجيريا. وإلى هناك لم ينو الأسير الذهاب سائحا ولا لتمضية ما تبقى من فصل الصيف. وجهته الإفريقية ترجح أنه كان سيلتحق بجماعة “بوكو حرام” على ما يبدو، بعدما ضاقت به السبل، وأثبتت المنطقة ألا مكان فيها للأسير وأمثاله.
مشوار الأسير تحول بفضل المديرية العامة للأمن العام إلى العدالة التي أصدرت سابقا أحكاما غيابية بالإعدام لمسؤوليته عن سقوط شهداء عسكريين ومدنيين في عبرا وتخريب السلم الأهلي.
